في قلب شارع من شوارع بيت يافا بمحافظة اربد الحبيبه مع العلم انني ابن ذيبان - مادبا وابعد عن هذا الحاج تكثر من ٢٠٠ كم ، اجتاحني شعور عميق بالاحترام والفخر تجاه ما فعله هذا الرجل المسن رغم انني لا اعرفه شخصيا ولا عندي اي مصالح شخصية معه والله ، اشعر بشرف كبير اتجاهه وافتخر بما فعله كأنني اشارك جزءاً من هذا الفعل النقي والوطني ، هذا المشهد جعل اشعر بمعنى الانتماء الحقيقي والعفوي للوطن ، شعور بالانتماء العميق والوفاء للوطن والقيادة الهاشمية بعيداً عن أي شهرة .
فبين غبار الحفريات واعمال الصرف الصحي انبثق مشهد لن يمر مرور الكرام ، وهناك وسط العمل وقف العم ابو الرائد رجل مسن سواعده وقدماه وسلاحه الوحيد احساسه العميق بالمسؤولية اتجاه وطنه امام صورة الملك المغطاة بالغبار ليحميها ويعيد لها رونقها واحترامها .
ليس موقف غريب لكن ما يميز هذا المشهد ليس مجرد تنظيف صورة بل الشعور الوطني العميق الذي ينبع من قلب عاش بين احضان الاردن وعرف قيمة الارض والوطن والرموز الوطنية ، لم يكن العم ابو الرائد يبحث عن شهرة او اعتراف ولم يكن يحركه الطمع او المصلحة الشخصية ، بل هو شعور داخلي يقول له هذه مسؤوليتك تجاه وطنك هذه قيم تربيت عليها هذه رسالة لكل من يعيش هنا . فكل حركة لمسح الغبار كانت تحمل رسالة واضحة للمواطن الاردني المسؤولية تبدأ من الفرد والمجتمع والانتماء يظهر في افعاله اليومية العم ابو الرائد لم يكتف بإظهار الولاء للقيادة الهاشمية بل أراد أن يعلم من حوله درساً حياً في كيفية الحفاظ على الرموز الوطنية وكيف يكون الاحترام الصادق من القلب للوطن وليس شعارات على الجدران بل اعمال نعيشها كل يوم .
وبعد الحادثة ظهر العم ابو الرائد في لقاء مصور متحدثاً بلهجته الاردنية الاصلية صادقاً وعفوياً ينقل فكرته الوطنية بكل بساطة وصدق وكأنه يهمس لكل مواطن الوطن مسؤوليتنا كلنا والوفاء للقائد ليس مجرد كلام بل أعمال نعيشها فلهجته الاردنية الصادقة والقريبة من قلب كل أردني جعلت الرسالة تصل أسرع وأصبحت ملهمة لكل من شاهد اللقاء .
الرسالة كانت مزدوجة اولاً الحفاظ على الوطن ، وثانياً لتذكير كل مواطن بأن كل فرد مسؤول عن مكانه في مجتمعه ، العم ابو الرائد أراد أن يقول بصمت عميق الوطن يعيش في قلوبنا والوفاء له يظهر في أعمالنا اليومية مهما كانت بسيطة .
وهكذا تحول المشهد العفوي الى درس وطني رائع كل من شاهد العم ابو الرائد وهو ينظف صورة الملك او يسمعه بلهجته الاردنية شعر بتأثير هذه الرسالة الوطنية ، ليست كلمات تتردد في المناسبات بل اعمال صامتة نابعة من القلب تحمل في طياتها اعظم معاني الوفاء والانتماء .
العم ابو الرائد الشدوح بعكازه ويده الصادقة لم يكتف بتنظيف صورة الملك بل نظف قلوب كل من شاهد فعله وأهاد الى العقول والقلوب أن كل مواطن يحمل مسؤولية وأن الولاء والانتماء الحقيقي يظهر في أعمال صغيرة لكنها عظيمة الأثر أعمال تنقل للأجيال درساً في الانتماء الحقيقي للوطن .
وهكذا يظل العم ابو الرائد رمزاً للوفاء والإنتماء الحقيقي رسالة لكل مواطن بان المسؤولية تجاه الوطن تظهر في كل عمل صادق مهما كان بسيط ، وأن الولاء الحقيقي ليس كلاماً فقط بل افعال وان الاجيال القادمة ستتعلم من هذا الفعل كيف يكون الحب والانتماء للوطن خالداً في قلوبنا جميعا .