من بين سطور وفرسان التاريخ الذي ليس ببعيد التي ترفض ان يغطيها الغبار ؛ اسمٌ لم يُكتب كما يستحق، ولم يُرفع كما رُفعت أسماء أقل شأنًا منه. إنه ((ملوح عواد سطام الفايز)) … الفارس الذي عاش للحيف والضيف والسيف والكرم، فارسٌ كلما نادى الملهوف وجد صوته يجيبه، وكلما طلب المحتاج وجد يده تسبق قلبه...
لكن القدر كان قاسيًا، والحظ أبى إلا أن يكون بخيلاً عليه؛ لم يمنحه من الدنيا إلا القليل، حتى صار كالغيم الذي مرّ سريعًا فوق أرضٍ عطشى ولم يُدركها المطر.... (( ملوح .. ابو ثامر ))
لم يكن فارسًا في ميادين الوغى فقط، بل اكثر فارس مواقف… فارس كرامة… فارس كرمٍ ونخوة. ومع ذلك، ظلّ التاريخ أعمى عن إنصافه، والمؤرخون صمٌّ عن ذكره، والكتب بكماء لا تروي نخوته وشموخه. كأنما أراد الزمن أن يسرق منه حقه، ويتركه أسير الصمت والنسيان...
ومع أن السطور لم تُسطره كما يجب، إلا أن ذاكرة الرجال تعرفه، ومضارب العشائر تحفظ اسمه جيدا، وأحاديث السمر ما زالت تذكره بالخير. فالفارس لا يخلده الورق، بل تخلده المواقف، وتبقى روحه حيّة في قلوب من عرفوه...
رحل ملوح ( ابو ثامر ) عن دنيا لم تنصفه، لكنه بقي شاهدًا على أن البطولة قد تُظلم، وأن النخوة قد تُدفن، لكن أثر الفارس لا يموت. سيظل طيفه يطلّ على منابر العزّ، كصرخة في وجه النسيان...
"هنا كان فارس… لم يُكتب عنه، لكنه عاش بطلاً حتى آخر نفس..
اخو جواهر عواد السطام .. والد ملوح رحمه الله[[ يوم قال ]]
يبكيه الضحى والجود .. وام العمد قبل لا نبكيه
ومن نخوته شف نخوة الطيب تنعاه .. ملوّح يا عز من فيه ...