يتحرك دون طلب، يحمل الحق بصدق، ويغلق الجراح بحكمة.
يضع المرهم في مواضعه حتى غدا طبيب الأردنيين بإنسانيته وعمله.
رأيته رغم بساطته جراحاً عتيقاً، عميقاً، ماهراً ومناوراً، وكأنه في ساحة معركة يدير بيت الأردنيين ببراعة، ويحتضن ملفات الشعب، ويزرع الابتسامة على وجوه كل من طرق أبواب الديوان الملكي الهاشمي.
ولا غرابة أن يكون الحبيب المقرب، والصديق الوفي، والناصح الأمين، والقريب من جلالة الملك عبدالله الثاني.
يوسف العيسوي ينادي دوماً بوجوب إشراك الشباب في بناء الوطن وقيادة المسيرة، ويؤمن باستخدام منصات التواصل لبث الوعي وترسيخ قيم البناء.
لا يغيب عن محاور الوطن وقضاياه، يحضر حيثما كان هناك همّ أو مطلب. باختصار، هو من أصحاب البيت؛ لا يعرف معنى الطارئ ولا المتسلق.
تشعر أمامه أنك في ضيافة "معزب" بشوش، كريم، يُنزل الناس منازلها، ويعرف كيف ينزع الفتيل ويجعل من "كوم" الدولة كبيراً وموحداً.
هو رجل المشورة وصاحب القرار، كلماته إشراقة في وجه العتمة، يميط اللثام دوماً عن المعنى الحقيقي لحب الوطن.
فشكراً ليوسف العيسوي الذي يتقن أبجدية واحدة: أبجدية الأردن.
ومهما تحدثنا عنه، يبقى يرافقنا التقصير.
ليس من عادتي المدح، ولا أحبذه خاصةً حين يتعلق برجال الدولة، خشية أن يُفهم تملقاً.
لكن الواجب يقتضي أن نشير إلى كل أمر طيب.
وعندما نشعر كأردنيين
بقربنا من الهاشميين عبر حلقة الوصل الكبيرة التي يمثلها العيسوي، نزداد يقيناً بالثقة الشعبية والإرادة القوية التي يعززها.
ويحق للأردن ولنا جميعاً أن نفخر بقيادة عادلة لا دماء فيها ولا أشلاء.
عاش الأردن العظيم تحت ظل صمّام أمانه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أعزّ الله ملكه وأطال عمره، وإلى جانبه ولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.