خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وجهت دولة قطر انتقادات شديدة اللهجة إلى إسرائيل، مؤكدة أن ما يجري في القطاع يُعد "تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء"، في ظل استمرار التصعيد العسكري والحصار المفروض على المدنيين.
وقال المندوب الدائم لدولة قطر أمام المجلس إن "الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين في غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، تُشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الدوليين".
وطالبت قطر المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم تجاه ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي"، داعية إلى فتح ممرات إنسانية آمنة بشكل فوري، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات أمام المحاكم الدولية.
وقد لقيت تصريحات قطر دعمًا من عدة دول عربية وإسلامية، فيما اكتفت بعض الدول الغربية بالدعوة إلى "ضبط النفس" دون توجيه إدانة صريحة لإسرائيل. وتأتي هذه المواقف وسط تحذيرات من منظمات دولية من انهيار كامل في المنظومة الصحية والإنسانية داخل غزة، نتيجة استمرار الحصار ونقص الإمدادات الأساسية.
وتُعد هذه التصريحات من أقوى المواقف الدبلوماسية التي تبنتها قطر مؤخرًا في المحافل الدولية، في إطار جهودها لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، والدفع نحو تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد ورفع الحصار.
الجلسة شهدت تباينًا واضحًا في مواقف الدول الأعضاء، حيث أيدت عدة دول عربية وإسلامية موقف قطر، فيما اكتفت بعض الدول الغربية بالدعوة إلى "ضبط النفس" دون توجيه إدانة صريحة لإسرائيل. في المقابل، طالبت منظمات دولية بضرورة الفصل بين الاعتبارات السياسية والاحتياجات الإنسانية، مؤكدين أن المدنيين لا يجب أن يدفعوا ثمن الصراعات.
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا
تزامنًا مع الجلسة، أصدرت منظمات إغاثية تقارير تحذر من أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة، مع نقص حاد في المياه النظيفة، وانقطاع الكهرباء، وتوقف المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود والمستلزمات الطبية. وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 70% من سكان القطاع باتوا يعتمدون على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة.