أصدرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الثلاثاء، بياناً صحفياً مهماً كشفت فيه عن فشل الجيش الإسرائيلي في استهداف قادة الوفد التفاوضي للحركة خلال هجوم جوي نفّذه على مقر اجتماعهم في العاصمة القطرية الدوحة.
وأكدت الحركة في بيانها أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي كان "اغتيال عدد من قيادات الحركة المشاركة في المفاوضات غير المباشرة حول تهدئة في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن القصف استهدف مبنى كان يستخدمه الوفد الفلسطيني للتشاور والتنسيق، لكن القيادات النشطة في الملف التفاوضي تمكنّت من النجاة بفضل الإجراءات الأمنية المشددة والتحذيرات المسبقة.
وأعربت "حماس" عن "بالغ حزنها وأسفها" إزاء سقوط عدد من الشهداء من بين المرافقين والعاملين مع الوفد، مشيرة إلى أنهم دفعوا حياتهم دفاعاً عن القضية الفلسطينية، واصفة إياهم بأنهم "أبطال صمدوا في خدمة المقاومة".
وأعلنت الحركة استشهاد ستة من أبنائها ورفاقهم، وهم:
جهاد لبد (أبو بلال): مدير مكتب الدكتور خليل الحية، القيادي البارز في الحركة وعضو المكتب السياسي.
همام الحية (أبو يحيى): نجل الدكتور خليل الحية، الذي كان يرافق والده في مهامه التنظيمية.
عبد الله عبد الواحد (أبو خليل): مرافق أمني مقرّب من الوفد.
مؤمن حسونة (أبو عمر): مرافق وعضو في كادر الحماية.
أحمد المملوك (أبو مالك): مرافق ومساعد لوجستي في الوفد.
كما نعت الحركة الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي، من منتسبي جهاز الأمن الداخلي في دولة قطر، والذي لقى مصرعه جراء الهجوم الإسرائيلي. وأثنت "حماس" على دوره الوطني والإنساني، مؤكدة أن استشهاده يُعد "خسارة للشعب القطري الشقيق، وتأكيداً على التضامن العربي مع القضية الفلسطينية".
واعتبرت الحركة الهجوم "تصعيداً خطيراً ينم عن نوايا عدوانية إسرائيلية مستمرة، لا تراعي سيادة الدول، ولا تحترم مسارات الدبلوماسية والوساطات الدولية"، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري لردع العدوان الإسرائيلي ومحاسبة الكيان على جرائمه التي تطال حتى المفاوضين العاملين في إطار جهود التهدئة".
ودعت "حماس" إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وطالبت الدول الراعية للحوار، ومن بينها قطر ومصر والولايات المتحدة، باتخاذ موقف حازم تجاه هذا الاعتداء، مؤكدة أن "استهداف مفاوضي السلام لا يمكن أن يمر دون عواقب".
وأكدت الحركة أن "المقاومة لن تثنيها مثل هذه الجرائم عن مواصلة الدفاع عن شعبها، وأن الدماء التي سُفكت في الدوحة ستكون دافعاً أكبر للإصرار على تحقيق العدالة ونيل الحقوق المشروعة".
وفي ختام بيانها، أعلنت "حماس" الحداد الوطني على الشهداء، ودعت أبناء شعبها إلى "الوحدة والصمود في وجه العدوان"، مشددة على أن "دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وسنظل على درب المقاومة حتى التحرير والعودة".