في الثامن من أيلول من كل عام يقف العالم أمام محطة مهمّة هي اليوم العالمي لمحو الأمية الذي أقرّته منظمة اليونسكو منذ عام 1966 ليكون مناسبة لتسليط الضوء على واحد من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات والتي تتعلق بالامية .
ورغم التقدّم الكبير الذي أحرزه الاردن في خفض نسب الأمية إلا أن التحديات ما زالت قائمة حيث تحرم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الكثير من الأفراد من حقهم الأساسي في التعليم وتشير التقديرات إلى أن الأمية لا تقتصر على حرمان الأفراد من القراءة والكتابة بل تحدّ من فرصهم في العمل والمشاركة الفاعلة في التنمية.
وفي عصر التكنولوجيا برزت تحديات جديدة تُعرف بـ الأمية الرقمية وهي عدم قدرة الأفراد على التعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة والإنترنت وهذا النوع من الأمية لا يقل خطورة عن الأمية التقليدية لأنه يحد من قدرة الأفراد على الوصول إلى المعلومات والخدمات ويزيد من فجوة المعرفة بين الفئات المختلفة .
وفي الأردن كان لوزارة التربية والتعليم دور بارز في تقليص نسب الأمية التي تراجعت بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية لأن محو الأمية ليس مجرد عملية تعليمية بل هو استثمار في الإنسان وفي مستقبل المجتمعات فكل فرد قادر على القراءة والكتابة هو فرد قادر على الإبداع والمشاركة وإحداث فرق في حياته وحياة الآخرين.
وكان لرسالة وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظه التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي لمحو الامية الاثر الكبير في التركيز على أن التزام الأردن يعكس إيمانه بحق الإنسان في التعلم مدى الحياة واقتناعه بأن التعليم يشكّل أداة محورية للارتقاء بجودة حياة الأفراد وزيادة قدرتهم على المشاركة في سوق العمل ورفع كفاءتهم وإنتاجيتهم بما يعزز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ونحن في مديرية تربية لواء الأغوار الشمالية نسير على نهج الوزارة التي تؤكد اهمية التواصل لتعزيز الرسالة التربوية والوطنية من خلال دعم برامج محو الأمية وتعليم الكبار وتوفير بيئة تعليمية جاذبة تتيح الفرصة لكل راغب في التعلم كما نحرص على أن تكون هذه البرامج رافدًا أساسيًا لتمكين أبناء وبنات المنطقة بما يسهم في تعزيز مشاركتهم المجتمعية ورفع كفاءتهم، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأغوار الشمالية على وجه الخصوص وفي الأردن بشكل عام.
ومن هنا نوجّه نداء لنعمل من أجل أن يصبح العلم حقًا متاحًا للجميع.