الأردن تلك التي احتضنت من تعثّرت به الدروب، ملماتٍ كانت أو خطوبًا، فمدّت ذراعيها رحمة، وبسطت قلبها وفاءً، وظلّت على الدوام وطنًا لا يخذل أبناءه ولا من قصد حماه.
هي الأردن؛ إذا تكاثرت المحن ثبتت كالجبل، وإذا اشتد البلاء أشرقت كالنور، وإذا ضاقت السبل فتحت أبوابها للغريب قبل القريب، حتى غدت ملاذًا للأرواح، وواحة للكرامة، وبيتًا للعزّ لا تهزه الرياح.
وحين نذكر الأردن لا بد أن نقف بإجلال عند الهاشميين، سلالة النبوة وحملة الرسالة، الذين حفظوا العهد وصانوا الأمانة، يقودون الوطن بحكمةٍ متوارثة ووفاءٍ راسخ. وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي جعل من الصبر قوة، ومن التحديات فرصًا، ومن العزم طريقًا يضيء حاضر الأردن ويصون مستقبله.
سلام عليك يا أردن، ما دام فيك ملك يرفع الراية بعزم، وشعب يكتب الوفاء بدمه، تبقين الحضن الذي لا يضيق، والحصن الذي لا ينكسر، والوطن الذي يعلّم الدنيا أن الكرامة لا تُشترى، وأن العزّة لا تزول.