أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم الذي استهدف قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة كان عملية إسرائيلية بحتة، مؤكدًا أن تل أبيب هي من بادرت بالتخطيط والتنفيذ وتتحمل المسؤولية الكاملة عنها بنسبة 100%.
مكتب نتنياهو: العملية في قطر إسرائيلية خالصة ونُفذت بشكل مستقل
وجاء في بيان رسمي صادر باللغة الإنجليزية، ونُشر على منصة "إكس":
"كانت العملية التي استهدفت اليوم كبار قادة حماس الإرهابيين عملية إسرائيلية مستقلة تمامًا.. إسرائيل هي من بادرت بها ونفذتها وتتحمل مسؤوليتها الكاملة".
في إشارة واضحة إلى نفي أي مشاركة مباشرة من أطراف أخرى رغم الأنباء المتداولة حول تنسيق مسبق مع واشنطن.
ترامب في قلب الجدل
التقارير الإعلامية الإسرائيلية سلطت الضوء على دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أفادت بأن ترامب كان على علم مسبق بالعملية و"باركها"، بل ووفق ما نقلته القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي، فإن ترامب منح "الضوء الأخضر" لتنفيذ الضربة.
ويأتي ذلك بعد يومين فقط من نشر ترامب رسالة شديدة اللهجة على منصته "تروث سوشيال"، قال فيها:
"لقد حذرت حماس من عواقب عدم قبولها.. هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر!".
وهو ما اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى معرفته بالتصعيد المرتقب.
استهداف قيادات بارزة
وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد أعلنا أن العملية في الدوحة استهدفت قيادات حمساوية بارزة، وصفوها بأنها مسؤولة بشكل مباشر عن عملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى إدارتها عمليات الحركة خلال السنوات الماضية.
ومن بين الأسماء التي وردت في التقارير، كان خليل الحية، أحد أبرز قيادات حماس، على رأس قائمة الأهداف، وغير أن الغموض ما زال يكتنف مصيره، إذ لم تؤكد إسرائيل أو الحركة مقتله حتى الآن.
حماس: الوفد القيادي نجا
في المقابل، أكد مصدر في حركة حماس أن الوفد القيادي المستهدف نجا من الهجوم الذي استهدف اجتماعًا لهم في العاصمة القطرية، وأضاف أن العملية لن تثني الحركة عن الاستمرار في مقاومتها، معتبرًا أن الاستهداف خارج الأراضي الفلسطينية يعكس "عجزًا إسرائيليًا عن تحقيق أهدافه داخل غزة".
أبعاد سياسية ودبلوماسية
المراقبون اعتبروا أن الإعلان الرسمي من مكتب نتنياهو عن تبني العملية بالكامل يمثل تصعيدًا خطيرًا في قواعد الاشتباك، خاصة أنه يأتي على أرض دولة عربية تلعب دورًا مهمًا في الوساطات الإقليمية، كما أن ذكر اسم ترامب في سياق الهجوم قد يفتح الباب أمام جدل سياسي واسع داخل الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل حساسية الملف الفلسطيني – الإسرائيلي على الساحة الأمريكية.
قطر في مرمى الاستهداف غير المباشر
وتضع هذه العملية قطر في قلب العاصفة، حيث إنها تستضيف منذ سنوات قيادات من المكتب السياسي لحماس، وتلعب دورًا بارزًا في المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل، ويرى محللون أن استهداف شخصيات حمساوية على أراضيها قد يُفسر على أنه محاولة لتقويض الدور القطري وإحراجها أمام المجتمع الدولي.
مستقبل الصراع
مع تبني إسرائيل العلني للعملية، واستمرار الجدل حول تورط أو دعم أمريكي غير مباشر، يبدو أن المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التعقيد، فبينما تصر إسرائيل على مواصلة استهداف قيادات حماس أينما وُجدوا، تلوّح الحركة بردود أوسع قد تمتد خارج حدود غزة، وفي ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تعامل الأطراف الدولية مع هذه التطورات التي تهدد بإشعال جبهة جديدة في المنطقة.