لم يكن البروفيسور محمد السفاسفة مجرد أستاذ جامعي يدرّس مقررات أكاديمية وينقل المعرفة إلى طلابه، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، تحمل في جوهرها القيم النبيلة، وتغرس في نفوس طلبتها الإصرار على البحث والجد والاجتهاد.
على مدى سنوات طويلة من العطاء، شكّل السفاسفة قدوةً ومعلماً، وأيقونة للصدق والإخلاص والتفاني. فقد آمن أن العلم رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن المعلم الحقيقي هو من يترك أثراً عميقاً في عقول وقلوب طلابه، أثراً لا تمحوه الأيام ولا تطويه السنون.
لقد زرع في طلابه حب المعرفة، وأشعل فيهم شغف الاكتشاف، وعلّمهم أن التفوق لا يأتي إلا من بوابة المثابرة والإخلاص. فكم من طالب نهل من علمه، وكم من باحث سار على دربه، وكم من جيل حمل بصماته وارتقى بفضل كلماته وإرشاداته.
واليوم، ومع أن صفحات عطائه التدريسي قد طويت شكلاً، إلا أن محتواها باقٍ يضيء الطريق أمام أجيال متعاقبة، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة كل من تتلمذ على يديه.
إن كلمات الشكر والعرفان، التي عبّرت عنها الطالبة مها المزايدة، ما هي إلا انعكاس صادق لمكانة هذا العالم الجليل في قلوب طلبته، الذين يرون فيه المعلم الأول، والمُلهم الكبير، والقدوة الحسنة التي صنعت الفرق في حياتهم.
ويبقى الدعاء بأن يبارك الله في عمر البروفيسور محمد السفاسفة، ويجزيه خير الجزاء عمّا قدّم وأعطى، هو عربون الوفاء الذي يستحقه، ووسام التقدير الذي لن يزول.