شهدت جامعة إدلب مساء السبت احتفالية استثنائية مع تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حملت اسم "دفعة النصر والتحرير"، غير أن اللافت في هذه المناسبة كان حضور عقيلة الرئيس السوري لطيفة الدروبي، زوجة الرئيس أحمد الشرع، والتي نالت شهادتها الجامعية في تخصص الأدب العربي، في مشهد اعتبره كثيرون تجسيدًا لدور المرأة السورية في بناء المستقبل.
السيدة الأولى ضمن صفوف الخريجين
212.34.23.9
لطيفة الدروبي، التي ظهرت ببدلة التخرج الرسمية، ألقت كلمة مؤثرة أمام الحضور، مؤكدة أن العلم سيظل السلاح الأهم لمواجهة التحديات وصناعة الأمل، وقالت في كلمتها:
"أقف اليوم على أرض صمدت، فأزهرت أملا وأنبتت علما واحتضنت آلاف القصص التي تنبض بالحياة".
ظهورها بين زملائها من الخريجين والخريجات أثار تفاعلًا واسعًا، إذ عُدّ رسالة بأن القيادة السورية الجديدة تعطي التعليم مكانة خاصة، وتشجع على مشاركة المرأة في المشهد العلمي والأكاديمي.
حضور الرئيس أحمد الشرع ودعمه لزوجته
الرئيس السوري أحمد الشرع شارك في الحفل، وهنأ زوجته وزملاءها الخريجين، مشددًا في كلمته على أن التعليم هو الطريق الأنجح لبناء وطن قوي ومجتمع متماسك، كما قام بتكريم عقيلته على منصة الاحتفال، مقدمًا لها مجسم التخرج، وسط تصفيق الحاضرين، في لقطة وثّقتها عدسات الكاميرات وانتشرت سريعًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
أصول لطيفة الدروبي.. عائلة عريقة الجذور
تنحدر لطيفة سمير الدروبي من بلدة القريتين بمحافظة حمص، وهي أم لثلاثة أبناء ذكور، وتحمل شهادة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، ما يعكس اهتمامها بالثقافة والفكر إلى جانب دورها الاجتماعي كسيدة أولى.
عائلة الدروبي عُرفت تاريخيًا في سوريا بمكانتها الدينية والسياسية، إذ ينتمي إليها شخصيات بارزة مثل الشيخ عبد الغفار الدروبي، أحد مشاهير قرّاء القرآن، الذي وافته المنية في جدة عام 2009.
وتعود جذور هذه العائلة إلى الحقبة العثمانية، حيث شغل أحد أجدادها، علاء الدين الدروبي، منصب سفير للدولة العثمانية، كما أصبح ثاني رئيس وزراء لسوريا عام 1920، قبل أن يُغتال بعد 26 يومًا فقط من توليه المنصب، وفق ما ذكرته صحيفة المونيتور الأمريكية.
مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مقطع الحفل
لم يمر الحدث مرور الكرام، فقد تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظة تكريم الرئيس لزوجته، والتي بدت فيها لطيفة الدروبي فخورة بإنجازها الأكاديمي، بينما ظهر الشرع مبتسمًا وهو يمنحها درع التخرج ويلتقط صورة تذكارية بجانبها.
المشهد لاقى إشادة واسعة من المتابعين، الذين اعتبروا أن مشاركة السيدة الأولى في الحياة الجامعية، خطوة مهمة تعكس سياسة جديدة تفتح المجال أمام المرأة لتكون عنصرًا فاعلًا في جميع المجالات.