كشفت تقارير إعلامية ألمانية، من بينها صحيفة "بيلد”، عن تطور لافت في محاكمة كريستينا بلوك، وريثة سلسلة مطاعم بلوك هاوس الشهيرة في ألمانيا، والمتهمة من قبل الادعاء العام بتنظيم عملية خطف طفليها من والدهم.
وذكرت الصحيفة أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) الأسبق وعضو الكنيست ووزير العلوم السابق، يعقوب بيري (81 عاماً)، متورط في القضية، إذ يُشتبه بأنه ساعد في تشكيل الفريق الإسرائيلي الذي نفذ عملية الخطف.
وبحسب ما ورد، فقد جرى التخطيط للعملية وتنفيذها عبر شركة أمنية إسرائيلية تُدعى "Cyber Cúpula Operations”، تضم ثلاثة عملاء سابقين في جهاز الموساد. العملية وقعت ليلة رأس السنة 2023-2024 في الدنمارك، حيث كان الطفلان كلارا (13 عاماً) وثيودور (10 أعوام) في زيارة لوالدهما، شتيفن هنسل، الذي رفض إعادتهما إلى والدتهما بدعوى أن حياتهما ستكون "غير آمنة” معها.
التقارير أوضحت أن فريق الخطف ضم ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، معظمهم إسرائيليون بخلفية أمنية. وأكد أحدهم، ويدعى تال س.، والذي أوقف في قبرص عام 2024 ثم نُقل إلى ألمانيا، أنه شارك في العملية "ليس بدافع مالي وإنما لمصلحة الطفلين”، بحسب شهادته في المحكمة.
بدأت المحاكمة في هامبورغ منتصف يوليو/تموز، وكشفت وثائقها أن بلوك وشريكها، الصحافي الرياضي غيرهارد ديلينغ، المتهم أيضاً بالمساعدة، بدآ منذ عام 2021 التخطيط لإعادة الطفلين، بعد فشل محاولات سابقة للطعن في نزاهة الأب أو اتهامه بسلوك غير لائق. وبحلول ربيع 2023، بحسب الادعاء، استعان الثنائي بالشركة الإسرائيلية.
ووفق "بيلد”، فإن أوغوست هانينغ، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية وصديق عائلة بلوك، هو من تواصل مع بيري لترتيب العملية. لكن هانينغ نفى أي علاقة له بالقضية أو تواصل مع بيري، كما نفى علمه بتحويل مبلغ سبعة ملايين يورو يقال إنه استُخدم في تمويل العملية.
محضر جلسات المحاكمة أشار إلى أن محققاً خاصاً يُدعى فيرنر ماوس (85 عاماً) أبلغ السلطات الألمانية في يناير/كانون الثاني 2025 بأن بيري، بصفته رئيس شركة "CGI” للاستشارات الأمنية والاستخباراتية، كان مستعداً للإدلاء بشهادته حول دور هانينغ في حال ضُمنت السرية. وعندما سُئلت كريستينا بلوك في المحكمة عما إذا كانت على علم باسم بيري أو بمبلغ الأموال المحوَّل، التزمت الصمت.
شركة "CGI” نفت عبر مديرها التنفيذي زفيكا ناف أي علاقة بالقضية، فيما قالت زوجة بيري للصحافيين إنه يخضع للعلاج في عيادة صحية. وامتنعت الاستخبارات الألمانية عن التعليق، مكتفية بالقول إن ذكر أسماء أو مبالغ في التحقيقات "لا يعني بالضرورة صحة المعلومات”.
يُذكر أن لبيري سوابق في أنشطة استشارية بألمانيا؛ ففي عام 2019 تعاقد متحف "الخزنة الخضراء” في دريسدن مع شركته بعد عملية سرقة ألماس بقيمة 114 مليون يورو.