أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، أمس، رسمياً بدء هجوم عسكري جديد تحت مسمى «عربات جدعون 2»، بهدف احتلال كامل مدينة غزة بعد تطويقها وتهجير سكانها، مع توقع إسرائيل أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة إلى نزوح مليون فلسطيني.
وقال زامير في بيان للجيش عقب جولة ميدانية في القطاع رافقه خلالها قادة المنطقة الجنوبية والفرقة 162 ولواء غفعاتي ولواء 401 ولواء المدفعية 215: «انطلقنا إلى المرحلة الثانية من عملية عربات جدعون لتحقيق أهداف الحرب».
ويأتي إعلان زامير بعد أسابيع من وصف جيش الاحتلال مدينة غزة بـ«منطقة قتال خطيرة»، وتنفيذ غارات وعمليات نسف واسعة أوقعت آلاف الضحايا، وأدت إلى دمار هائل. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن «الأيام الأخيرة شهدت حركة نزوح من الشمال إلى الجنوب».
وأضاف: «حتى الآن، غادر نحو 70 ألف غزّي شمال القطاع»، موضحاً أن السلطات الإسرائيلية تتوقع أن «ينزح مليون شخص» نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطاراً زمنياً لذلك.
وأشار إلى أن إسرائيل «تسعى لتحديد منطقة إنسانية»، وسيتم الإعلان عنها رسمياً في الأيام المقبلة. ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوباً، كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول.
ولقي 73 فلسطينياً حتفهم منذ منتصف الليلة قبل الماضية حتى بعد ظهر أمس، إثر قصف إسرائيلي استهدف أنحاء متفرقة من القطاع. وأكدت مصادر طبية في قطاع غزة أن 40 فلسطينياً ارتقوا منذ منتصف ليلة الثلاثاء.
إعاقات الحرب في جنيف
أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة، أمس، أن 21 ألف طفل على الأقل في غزة يعانون من إعاقات منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. وقالت: «اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة» التابعة للأمم المتحدة إن نحو 40500 طفل تعرّضوا إلى «إصابات مرتبطة بالحرب» خلال عامين، أكثر من نصفهم يعانون من إعاقات.
وفي مراجعة للوضع في القطاع الفلسطيني، قالت اللجنة إن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع أو النظر لم يعلموا في أحيان كثيرة بأوامر الإخلاء الإسرائيلية، ما جعل مسألة النزوح «مستحيلة» بالنسبة لهم.
وأورد العضو في اللجنة مهند العزة، خلال مؤتمر صحافي كمثال على ذلك، حادثة مقتل أم صماء في رفح مع أولادها، دون أن تعلم بتعليمات الإخلاء. وقالت اللجنة إن «التقارير تحدثت أيضاً عن أشخاص من ذوي الإعاقات يجبرون على الفرار في ظروف غير آمنة ولا تحفظ كرامتهم، كالزحف في الرمل أو الوحل من دون مساعدة على التنقل».