شهدت مدينة الفحيص ليلة استثنائية من الطرب الأصيل ضمن فعاليات "مهرجان الفحيص"، حيث عاش الجمهور أمسية فنية ساحرة امتلأت بالأصوات العذبة والأغنيات الخالدة، مزجت بين عبق التراث وروح المعاصرة، فكانت ليلة ستظل راسخة في ذاكرة عشاق الغناء الأصيل.
افتتح الأمسية الفنان الأردني فراس طعيمة، الذي جال بصوته الطربي القوي بين بساتين الفن الأصيل، مقدماً مع فرقته الموسيقية "الليدرز باند" بقيادة المايسترو محمد عصفور باقة من أروع الأغنيات. وأثبت طعيمة أن مدينة الفحيص ما زالت تنجب الأصوات العذبة القادرة على حمل راية الطرب الأصيل، فغنى لمدرسته الطربية التي ينتمي إليها، حيث كان لروح أستاذه العملاق الراحل وديع الصافي حضور واضح في نبرات صوته وإحساسه.
وأطرب فراس جمهوره بمجموعة من الروائع الطربية التي تنقلت بين الشجن والفرح، فصدح في "لعل وعسى"، و"قول المنية"، و"هوى الوديان"، و"ويلي لو يدورن"، ليختم وصلته الفنية برائعة الموسيقار الكبير ملحم بركات "ولا مرة سهرنا سوى"، وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي شاركه الغناء وصفق له بحرارة.
أما الفنان اللبناني جورج نعمة، فقد تألق في ظهوره الأول على مسرح "مهرجان الفحيص"، حيث استثمر امتلاء المدرجات بالجمهور ليعرفهم على خامة صوته المميزة وأسلوبه الغنائي المتفرد.
وقدّم نعمة مجموعة من أعماله الخاصة التي لاقت رواجاً بين الجمهور، منها: "مثلك ما في"، وأغنيته الشهيرة "بكير ع الحب"، إضافة إلى "مني مرتاح"، و"بدي الرضا".
ولم يكتفِ نعمة بذلك، بل أبدع أيضاً في أداء باقة من الأغنيات التراثية اللبنانية التي تلائم خامة صوته وإحساسه الفني، فغنى للسيدة فيروز أغنيتها الخالدة "كيفك انت"، لينال إعجاب الحاضرين الذين تفاعلوا معه بالغناء والتصفيق الحار.
ليلة الفحيص هذه لم تكن عادية، بل جسدت لقاءً فريداً بين الأصالة والمعاصرة، أثبت فيها الفنانون الشباب أنهم قادرون على حمل رسالة الطرب الأصيل وإيصالها إلى جمهور متعطش لهذا اللون الفني الراقي، فخرج الحاضرون بانطباع واحد: أن مهرجان الفحيص ما زال وفياً لرسالته الفنية والثقافية في دعم الأصوات الموهوبة والاحتفاء بالغناء الحقيقي.