يشكل جمعة ملكاوي البالغ من العمر 71 عاما وزوجته، حالة فريدة ونادرة وإيجابية، في الوفاء والانتماء والعشق لفريقهما المفضل نادي الحسين إربد، حيث يحرصان على "الهرولة” خلف فريق كرة القدم في حله وترحاله للشد من أزره، وتشجيع لاعبيه لتحقيق النتائج الإيجابية.
الشيء اللافت والمميز في حالة جمعة ملكاوي وزوجته، أنهما لا يكلان ولا يملان من تشجيع معشوقهما "الأصفر”، والأهم أنهما يساندان الفريق في حالتي الفوز والخسارة، ولا يتخليان عنه مهما كانت الأسباب، في قصة وفاء وعشق لناد محظوظ بجماهيره التي على شاكلة جمعة ملكاوي.
ويؤكد ملكاوي أنه يلاحق فريق الحسين إربد في جميع الملاعب، وفي مختلف الظروف، منذ العام 1971، لتشجيعه والشد من أزر اللاعبين، لافتا إلى أن "الشديد القوي”، هو الذي يمنعه فقط من حضور مباريات الحسين إربد الذي أدخل السعادة إلى قلوب جماهيره ومشجعيه بشكل كبير في العامين الماضيين، عندما حقق بطولتي دوري المحترفين.
ويقول ملكاوي في تصريح : "إنه تربى على عشق فريق الحسين لكرة القدم، وأنه ما يزال يلاحق الفريق في حله وترحاله، لتشجيعه وحثه على تحقيق البطولات”، مؤكدا أنه لن يتوقف عن مساندة الفريق من المدرجات حتى الممات.
وأضاف زوجتي أيضا باتت عاشقة لفريق الحسين إربد، وهي ترافقني في كل الملاعب، وتحرص على الجلوس في المدرجات أيام الصيف الحارة، وليالي الشتاء الباردة، حيث إن الشغف بالفريق يقلل من آثار الظروف الصعبة التي نواجهها، خاصة فيما يتعلق بالسفر من إربد إلى عمان والمفرق والرمثا والعقبة، لتشجيع الفريق الذي يسير الآن بخطى ثابتة نحو مزيد من الإنجازات والألقاب.
وبين جمعة ملكاوي أنه منذ العام 1971، وهو يتابع فريق الحسين ويعشقه، وها هو الآن في عمر الـ71 والعشق ما يزال في القمة، حيث كان جالسا يوم السبت الماضي، برفقة زوجته في مدرجات استاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، لمتابعة مباراة الحسين إربد وشباب الأردن بدوري المحترفين التي انتهت بفوز الحسين بنتييجة 4-1.
وبين العاشق الوفي لفريقه، أنه لا يملك سيارة خاصة لمساعدته في التنقل بين الملاعب لمتابعة مباريات فريقه، ما يدفعه للاستعانة بأبنائه لإيصاله إلى الملاعب، أو اللجوء في بعض الأحيان إلى استخدام المواصلات، من أجل الوصول إلى الهدف، معتبرا أن هذا التعب يتبدد فور الوصول إلى الملاعب، بل إن التعب يتحول إلى متعة في حال تحقيق فريقه للانتصار.
ويكشف ملكاوي عن القلق الذي يشعر به في حال لم يتمكن من الذهاب إلى الملعب لمساندة الحسين إربد، حيث يضطر إلى متابعة المباراة من خلال الشاشة الصغيرة، وفي حال لم يكن هناك بث، يحرص على التواصل مع المحبين للتعرف على سير المباراة ومجرياتها لحظة بلحظة.
وعن شعوره عند خسارة فريقه يقول "أبو هيثم” بالتأكيد أشعر بمرارة الهزيمة، ولكن في الوقت نفسه أتقبلها بروح رياضية، لأنني أدرك أن الرياضة فوز وخسارة، ولا بد من تقبل النتائج بتقلباتها”، لافتا إلى نقطة مهمة يجب على الجميع أن يعرفها تتمثل في أن نادي الحسين إربد، فريق له جماهير كبيرة في جميع محافظات المملكة، وهو أمر لا بد من أن يعرفه الجميع.
ويرى ملكاوي أنه ورغم انشغاله حاليا بتشجيع فريقه الحسين إربد، إلا أن قلبه أيضا معلق بالمنتخب الوطني الذي تأهل إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، معتبرا أن هذا الإنجاز يستحق أن نبني عليه لتطوير الكرة الأردنية أكثر وأكثر، متوقعا أن يشكل منتخب النشامى مفاجأة سعيدة لجماهيره خلال مباريات المونديال.
وبات جمعة ملكاوي "أبو هيثم”، مثالا يحتذى عند جماهير الكرة الأردنية، في الوفاء والانتماء والروح الرياضية والخلق الحسن، ليكون مثالا للمشجع الحقيقي الوفي.خالد الخطاطبة "الغد"