كلية غرناطة… أربعة عقود من الريادة وصناعة
المستقبل
نيروز – محمد محسن عبيدات
في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ووسط حاجة
الأردن المتزايدة إلى مؤسسات تعليمية متوسطة ترفد السوق المحلي بكفاءات مؤهلة، وُلدت
فكرة كلية غرناطة – إربد، لتتجسد عام 1981 كأول كلية خاصة متوسطة في شمال المملكة.
ومنذ ذلك الحين، لم تكن غرناطة مجرد مبنى جامعي أو قاعات تدريس، بل مشروع وطني يسعى
لخلق الأمل وإتاحة الفرص التعليمية أمام مختلف أبناء المجتمع.
اليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود من العطاء،
تُعد غرناطة قصة نجاح تعليمية تُروى بفخر، بفضل رؤية استشرافية يقودها عميدها الدكتور
ضرار عبابنة، الذي أثبت أنه ليس فقط إداريًا ناجحًا، بل قائدًا مؤمنًا برسالة التعليم
وبقدرة الشباب على بناء المستقبل.
يؤكد الدكتور عبابنة أن الكلية نشأت على فلسفة
التعليم من أجل التمكين، قائلًا: "غايتنا لم تكن منح شهادات فقط، بل تخريج
جيل مسلح بالعلم والمهارة والثقة، قادر على دخول سوق العمل ومواكبة التطورات الحديثة
في مختلف المجالات".
ويضيف: "نعتبر أنفسنا مؤسسة شريكة في بناء الوطن،
ولهذا نحرص دومًا على تطوير برامجنا الأكاديمية بما يتوافق مع رؤية التحديث الاقتصادي
ورؤية التعليم العالي في الأردن".
تطرح الكلية اليوم باقة واسعة من التخصصات
الأكاديمية التي تجمع بين العلوم الطبية والإدارية والفنية، مثل: الصيدلة، التمريض،
السجلات الطبية، المحاسبة، إدارة الأعمال، التسويق الإلكتروني، التصميم الجرافيكي،
إضافة إلى فتح تخصصات جديدة اعتبارًا من الفصل الدراسي 2025/2026، تواكب التطورات العصرية
ورؤية جلالة الملك التقنية، ومنها تخصصات مهنية وتقنية مثل:
-
تطوير ألعاب الموبايل
-
الوسائط المتعددة.
ولم يكن النجاح الأكاديمي وحده عنوان غرناطة،
بل أيضًا رسالتها الإنسانية والمجتمعية. فقد حققت الكلية نسب نجاح مرتفعة في امتحان
الشامل، ما يعكس جودة التعليم وكفاءة الكوادر التدريسية. كما تميزت ببرامج دعم للطلبة،
أبرزها: منح وخصومات خاصة لأبناء الشهداء وأبناء موظفي القوات المسلحة. برامج تقسيط مرنة للرسوم الجامعية. دعم الطلبة المتفوقين عبر حوافز مالية وتشجيعية.
إلى جانب ذلك، تؤكد إدارة الكلية حضورها المجتمعي
من خلال المشاركة في المبادرات التطوعية والأنشطة التثقيفية، وتنفيذ أيام طبية مجانية
سنويًا شاملة كافة التخصصات الطبية والأدوية المجانية لخدمة المجتمع المحلي. كما ينظم
قسم العلوم الطبية حملات تبرع بالدم كل فصل دراسي بالتعاون مع بنك الدم.
يشيد طلبة الكلية وأولياء أمورهم بالدكتور
عبابنة كقائد إداري متميز، يتمتع برؤية استراتيجية واضحة، وبقربه الدائم من الطلبة،
الأمر الذي جعل إدارته محط احترام وحب داخل أسرة غرناطة. فهو يؤمن أن "الطالب
هو محور العملية التعليمية"، ويعمل مع فريقه على توفير بيئة أكاديمية وإنسانية
تُعزز من قدرات الشباب وتحفز إبداعهم.
حول خطط الكلية المستقبلية، يقول الدكتور
عبابنة: "نعمل على إدخال تخصصات جديدة نوعية، وربط الطلبة بالتكنولوجيا الحديثة
والابتكار. هدفنا أن تكون غرناطة بيتًا للعلم والإبداع، وأن تظل حاضنة للطاقات الشابة
التي تبني أردن الغد".
ويضيف: "قصة نجاح كلية غرناطة لم تكتمل
بعد، بل هي تُكتب يومًا بيوم، مع كل طالب يتخرج ويحمل معه رسالة العلم والمعرفة إلى
المجتمع".
منذ عام 1981 وحتى اليوم، أثبتت كلية غرناطة
أنها ليست فقط مؤسسة أكاديمية تمنح الشهادات، بل مصنع للكوادر المؤهلة، وواحة للعلم،
وجسر يربط الشباب بالمستقبل. وبشهادة عميدها الدكتور ضرار عبابنة: "غرناطة ليست مجرد كلية، إنها حكاية وطن تُبنى بجهود أبنائه".