مروى - إحدى المستفيدات من صندوق الأمان لمستقبل الأيتام - تروي قصة نجاحها
مروى عاطف، إحدى الشابات المستفيدات من منحة صندوق الأمان لمستقبل الأيتام، تروي قصة نجاحها التي أسمتها "من العزلة إلى الأثر" وبداياتها في عالم الكتابة وإصرارها في تحدي الصعوبات للوصول إلى الاحترافية في الكتابة والتأليف.
في سن الخامسة عشرة، وجدت مروى نفسها وسط فراغ فرضته جائحة كورونا، حين توقفت الحياة الدراسية وتراجعت ممارسة الأنشطة المعتادة. وبينما بدت الأيام رتيبة، كانت تلك العزلة نقطة التحول في حياتها، حيث أرادت أن تشبع فضولها و رغبتها في تعلم المزيد في تلك اللحظة، شعرت أن عليها البحث عن طريق يملأ هذا الفراغ ومن هنا كانت البداية.
انطلقت شرارتها الأولى عندما شاركت بكتابة نص أدبي ضمن كتاب مشترك تم إطلاقه تحت اسم "اهتراء علني"، لتكتشف بعدها شغفها الحقيقي بالكتابة. ومع كل تجربة جديدة، من دورات تطوير المهارات إلى مشاركاتها في كتب ومبادرات ثقافية، كانت تبني لنفسها مسارًا مليئًا بالشغف والأثر.
التحقت مروى بعدة دورات وورش لتطوير موهبة الكتابة لديها مثل: "درب كاتبة” وسلسلة التعليم للغة العربية مع "أروقة الفكر للطباعة والنشر والتوزيع”، إلى جانب أنشطة ثقافية عديدة هدفت إلى النهوض بالأدب العربي. لم تكتف حينها بالدورات، بل سعت لتطبيق ما تعلمته من خلال النشر والمشاركة. وشاركت لاحقًا في كتابة كتاب إلكتروني بعنوان "بصيصُ أمل” على مجلة نجوان الثقافية، ثم شاركت في الإشراف على عمل أدبي جماعي من خلال كتاب "تيارٌ من الفرح”، الذي كانت مشرفةً على إعداده وتنظيمه. كما وانضمت إلى مبادرة "ادعم موهبتك” بمقالة توعوية حول العنف، كما نُشر لها نص وطني بعنوان "دامت أعلام مملكتنا وعاشَ مَليكُنا” في صحيفة الدستور الأردنية. وأصبحت تنشر كتاباتها على صفحتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، ووجدت صدى لما كانت تكتب، وتشجيعًا دفعها للمضي قدمًا.
رحلة مروى لم تكن خالية من التحديات؛ فقد فقدت والدها في بداية مرحلة الثانوية العامة، فعبّرت عن هذا التحدي بـ"صدمة غير متوقعة هزت عالمي كله" وبين ألم الفقد ومتطلبات الدراسة في الثانوية العامة، كانت تفكر في الانسحاب لكنها قررت أن تجعل من هذا الألم وقوداً ليدفعها من جديد وتفوقت في دراستها حتى حصلت على منحة من صندوق الأمان لمستقبل الأيتام لتدرس تخصّص إدارة الأعمال الذي طالما حلمت به.
عبرت مروى عن هذه الفرصة بكلمات معبرة قائلة :"جاءت النعمة التي غيّرت مجرى حياتي بالكامل، هذه المنحة لم تكن مجرد دعم مالي يغطي تكاليف الدراسة، بل كانت رسالة أمل، ويدًا تمتد لتنتشلني من مخاوفي وتدعمني في أشد لحظات حياتي ضعفًا وضبابية، كانت بمثابة الضوء الذي أنار لي الطريق وسط العتمة، والدافع الذي منحني القوة لأواصل رغم كل الظروف"
بعد سنوات من الجهد والمثابرة، وصلت مروى إلى سنتها الدراسية الأخيرة. طوال فترة دراستها، حرصت على تطوير نفسها وتحقيق التميز، حيث بلغ معدلها الجامعي 3.12 بتقدير جيد جداً. وحصلت على عدة دورات تدريبية مع مؤسسة ولي العهد مثل دورة إدارة المشاريع. واليوم، تقف مروى على أعتاب التخرج، مستعدة لفتح أبواب جديدة نحو مستقبل واعد. قصتها ليست مجرد حكاية عن فتاة بدأت تكتب، بل هي رسالة لكل من ظن يومًا أن الظروف قد توقفه، وبأن داخل كل إنسان قوة وقدرة على تحويل الألم إلى أمل، والفراغ إلى فرصة.
لمزيد من المعلومات عن صندوق الأمان لمستقبل الأيتام الرجاء زيارة الموقع الالكتروني : alamanfund.jo