عندما يُذكر اسم الشيخ جمال حديثه الخريشه يتبادر إلى الأذهان نموذج الرجل الذي جمع بين أصالة البادية وعمق الانتماء الوطني، وبين العمل الرسمي الجاد والخدمة الصادقة لأبناء وطنه. فقد كان طوال مسيرته، سواء في المناصب الوزارية أو النيابية أو العينية، رمزًا للعطاء والمسؤولية المقرونة بالفعل لا بالقول.
* رجل البادية المخلص
نشأ الشيخ جمال حديثه الخريشه في بيئة بدوية تعرف معنى الصبر والكرامة والإيثار، وتشرب منذ صغره القيم الأصيلة التي تميز أهل البادية الأردنية. لذلك، لم يكن غريبًا أن يترجم هذه القيم لاحقًا في مسيرته العملية، حيث ظل قريبًا من الناس، يشاركهم همومهم، ويستمع إلى مطالبهم، ويسعى جاهدًا إلى تحقيقها كشيخ للعشيره وعبر مواقعه الرسميه الذي تقلدها .
* مسيرة حافلة بالمناصب والإنجازات
تولى الشيخ جمال الخريشه عدة مواقع رسمية وقيادية، فكان وزيرًا ونائبًا وعينًا، وأثبت في كل موقع جدارته وكفاءته. لم تكن المناصب بالنسبة له غاية شخصية، بل وسيلة لتحقيق التنمية وإيصال صوت البادية إلى صانع القرار. عُرف عنه أنه مسؤول حاضر بين الناس، لا تغلق الأبواب دونه ولا دون المواطنين، الأمر الذي أكسبه احترام ومحبة الجميع.
* خدمة الموقر وإرساء التنمية
من أبرز بصماته المشهودة كانت في منطقة الموقر، التي حمل همومها على عاتقه، وسعى بجد إلى أن تكون الخدمات الحكومية متوفرة فيها كما هي في باقي المدن. فبجهوده تم العمل على توفير جميع الدوائر الحكومية في المنطقة، لتسهيل حياة المواطنين، وتجنيبهم عناء التنقل والسفر للحصول على أبسط معاملاتهم. هذه الخطوة لم تكن مجرد إجراء إداري، بل كانت نقلة نوعية في حياة أهل الموقر والبادية الوسطى عامة.
* إسهامات في البادية الأردنية
لم تقتصر خدمات جمال حديثه الخريشه على الموقر وحدها، بل امتدت إلى مناطق البادية الأردنية كافة. فقد كان صوتًا صادقًا تحت قبة البرلمان، ومدافعًا عن حقوق أهله في التنمية والتعليم والصحة والبنية التحتية. ولأنه ابن البادية العارف بتفاصيلها، فقد كانت أولوياته واضحة، تتمثل في رفع مستوى الخدمات وإيجاد فرص تنمية حقيقية تعكس عدالة التوزيع وتكافؤ الفرص .
* رجل وطني بامتياز
ما يميز الشيخ جمال الخريشه أنه لم يكن يومًا محصورًا في الإطار المناطقي أو العشائري الضيق، بل كان وطنيًا شامل الرؤية، ينطلق من البادية إلى الوطن كله. فقد آمن أن قوة الأردن تكمن في وحدته، وأن خدمة أي منطقة هي خدمة للوطن بأكمله. وكان دائمًا يردد أن الوطن يستحق من أبنائه كل الجهد والإخلاص.
* إرث من العطاء والوفاء
اليوم، حين نستذكر مسيرة جمال حديثه الخريشه، فإننا نتحدث عن رجل دولة ترك بصمة في العمل العام، وعن ابن بار للبادية أعطاها الكثير، وعن مسؤول حمل راية الأمانة بصدق. فقد ساهم في وضع اللبنات الأساسية لنهضة مناطقه، ورسّخ صورة المسؤول القريب من شعبه، البعيد عن التكلف، الحريص على الإنجاز والعمل.
لقد أصبح اسمه مقترنًا بالإخلاص والتفاني، وصار مثالًا يُحتذى به للأجيال القادمة، ليبقى حاضرًا في ذاكرة أبناء البادية والأردن بأسره، كأحد رموز الوفاء والعطاء.
شافاك الله وعافاك ابو حديثه ودمتم بصحه وعافيه .....