في سجل الرجال الكبار الذين سطروا أسماءهم في ذاكرة الوطن وإرثه الشعبي، يبرز اسم الشيخ حمادة سعود الفواز السردي، شيخ مشايخ عشيرة السردية في صبحا/المفرق، كنموذج استثنائي للرجل الذي جمع بين أصالة البادية وحكمة القيادة، وبين دور الزعيم العشائري ورجل الدولة.
وُلد الشيخ حمادة الفواز عام 1938 في قرية صبحا، ونشأ في كنف والده الشيخ سعود الفواز، أحد أعلام القضاء العشائري ورجالات بلاد الشام. ومن ديوان والده تعلم أصول الحكمة، وحل النزاعات، وخدمة الناس، حتى أصبح رمزاً في إصلاح ذات البين وحقن الدماء، محط ثقة الحكومة والناس على حد سواء.
عُرف الشيخ الفواز بشجاعته، ورجاحة عقله، وحسه الوطني العميق، حيث شارك مع أبناء عشيرته في محطات تاريخية بارزة، من الثورة العربية الكبرى، إلى المساهمة في بناء الدولة الأردنية الحديثة. وتولى مشيخة العشيرة في سن الثامنة والعشرين، ليقودها بحكمة واقتدار.
لم يقتصر دوره على الساحة العشائرية، بل امتد إلى المجال السياسي، حيث شغل عضوية مجلس الاتحاد الوطني عام 1970، ثم اختير عضواً في أول مجلس لشيوخ العشائر الأردنية، قبل أن يصبح أصغر عضو في تاريخ مجلس الأعيان عام 1974، ويشارك لاحقاً في المجلس الوطني الاستشاري.
امتلك الشيخ الفواز حضوراً فاعلاً في المحافل الوطنية والدولية، وشارك في وفود برلمانية إلى عدة دول، كما نال وسام "المسيرة الخضراء" من ملك المغرب تقديراً لموقفه الشجاع. وتمتع بعلاقة خاصة مع جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي زاره أكثر من مرة، وأشاد بمكانته قائلاً: "لقد فقدت أخاً وصديقاً ورجل دولة".
رحل الشيخ حمادة الفواز في 15 آب 1995، لكنه ترك إرثاً من المواقف والإنجازات، سيبقى شاهداً على رجل جسد معاني العز والشهامة، وخلد اسمه في صفحات التاريخ الأردني.