لم تكن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما أسماه "رؤية إسرائيل الكبرى" التي تشمل ضم أراضٍ من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا ومصر، إلا كشفًا جديدًا لعقلية توسعية لا تعترف بالقانون الدولي ولا بحقوق الشعوب.
ومع ذلك، لم ينسَ نتنياهو أن يذكر الأردن وموقف جلالة الملك عبدالله الثاني من القضية الفلسطينية، في محاولة لتمويه أطماعه خلف كلمات مجاملة زائفة.
لكن الحقيقة واضحة؛ فالأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هو خط الدفاع العربي الأول عن فلسطين والقدس، ومواقفه في المحافل الدولية كانت وما زالت شوكة في حلق المشروع الصهيوني. الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ليست مجرد رمز، بل هي التزام تاريخي وديني حمى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من موجات التهويد المتكررة، وأفشل مخططات الاحتلال في تغيير هوية المدينة.
الملك عبدالله الثاني، مثلما كان صلاح الدين الأيوبي في زمانه، يعرف أن القدس ليست أرضًا كسائر الأراضي، بل هي قلب الأمة النابض ووصية الأجيال. مواقفه الثابتة من رفض المساس بالقدس، والدعوة المتواصلة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، جعلت من الأردن صوت الحق في زمن الصفقات والمساومات.
تصريحات نتنياهو عن "مهمة تاريخية وروحية" لا تعكس سوى أوهام إمبراطورية بائدة. فالتاريخ علمنا أن الغزاة يرحلون مهما طال الزمن، وأن إرادة الشعوب الحرة أقوى من جيوش الاحتلال. والأردن اليوم، بشعبه وقيادته، ليس سطرًا في خرائط الوهم الإسرائيلية، بل هو حصن منيع وجدار لا يُخترق.
إن المعركة ليست فقط بالسلاح، بل بالكلمة والموقف، وبفضح أكاذيب الاحتلال أمام العالم. "حاربوهم حتى بالقلم، فإن الكلمة الحرة أقوى من رصاصهم، وأصدق من كل أكاذيبهم."