في شوارع عمّان وإربد والطفيلة، وقرى المفرق ومعان وجرش وكل شبر في الأردن، يقف الشباب على أبواب المستقبل، يحملون الطموح كما يحمل الجندي سلاحه. المعركة الحقيقية ليست مع قلة الفرص فحسب، بل مع ضرورة خلق بيئة عادلة بعيداً عن أي وساطات، تضمن أن تُمنح الفرص لمن يستحقونها بالكفاءة والاجتهاد.
الفرص موجودة، لكنها تحتاج إلى صبر وإصرار، بينما البطالة والتحديات الاقتصادية تمثل خطوات أمامية للشباب الطامحين. كثير من الخريجين يمتلكون المؤهلات، ويحتاجون فقط إلى أن تكون الطرق مفتوحة أمامهم وفق معايير واضحة وعادلة، بعيداً عن أي اختصارات أو محسوبيات.
هذه المعادلة ليست مجرد تحدٍ شخصي، بل مسألة وطنية. فالشباب الذين يُعطَون الفرصة العادلة يصبحون قوة منتجة تحفظ الوطن وتدفعه إلى الأمام، فيما تركهم للانتظار أو الإحباط يؤثر على ديناميكية المجتمع واستقراره.
التحدي الأكبر يكمن في خلق بيئة اقتصادية وسياسية قادرة على استيعاب طاقات الشباب وتوجيهها نحو مسارات بنّاءة، بعيدة عن الإحباط أو الانزواء. ويتطلب ذلك شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بحيث يتحول دعم الشباب من مبادرات مؤقتة إلى استراتيجية دائمة ومتكاملة.
كما أن تمكين الشباب من المشاركة في صناعة القرار، عبر المجالس المحلية أو المبادرات الوطنية، يعزز شعورهم بالمسؤولية والانتماء. المواطن الذي يجد لنفسه مكاناً في عملية البناء، سيكون أكثر استعداداً لتقديم العطاء الذي يليق بالأردن وتاريخه العريق.
الإصلاح المطلوب ليس شعارات أو صوراً دعائية، بل آليات شفافة تُعيد الاعتبار للجدارة، وتكسر احتكار الفرص، ليصبح الطريق إلى النجاح معبّداً بالعمل والاجتهاد لا بالواسطة. حينها فقط، يتحول جيل المفترق إلى جيل الإنجاز.