محمد بن خليف الكنيعان الفايز… قامة من قامات بني صخر ورمز للنخوة والوفاء في سجل الرجال الذين صنعوا المجد بصدق المواقف وصفاء النوايا، يسطع اسم المرحوم بإذن الله محمد بن خليف بن نويران الكنيعان الفايز، أحد رجال بني صخر النشامى والأشاوس، الذين حملوا راية الكرامة جيلاً بعد جيل، وبقوا أوفياء للأرض والعرض والوطن.
وُلد الفقيد عام 1931م، في بيت عز وكرم، وبين رجال لا يعرفون إلا لغة النخوة والشهامة. نشأ على مبادئ الشرف العربي الأصيل، وتربى على مكارم الأخلاق، فكان خير مثال للرجل الصادق الذي يفي بالعهد، ويصون الكلمة، ويغيث الملهوف، ويكرم الضيف، ويقف في وجه الظلم، مؤمنًا أن الرجولة مواقف قبل أن تكون صفات.
كان محمد بن خليف الكنيعان الفايز حاضرًا في ميادين الخير والعطاء، حريصًا على تماسك المجتمع، داعمًا لأهله وجيرانه وأبناء عشيرته، يمد يد العون لكل محتاج، ويحمل هموم الناس وكأنها همومه. لم يكن يبحث عن مكانة أو جاه، فقد كانت مكانته راسخة في القلوب قبل أن تكون في المراتب، وكان احترامه يفرض نفسه على الجميع بما عرف عنه من طيب المعشر ونقاء السريرة.
عرفه الكبير والصغير، وأحبّه القريب والبعيد، وكان حضوره في المجالس وقاره وهيبته وكلمته التي يسمعها الجميع. ظل وفيًا لوطنه وقيادته، متمسكًا بقيم بني صخر التي لا تعرف الخضوع إلا لله، ولا تنحني إلا للعز، مؤمنًا أن الأرض عرض، وأن الكرامة لا تُشترى.
وفي عام 2003م، طوى الثرى جسد الفقيد، لكن روحه الطيبة بقيت حاضرة في ذاكرة كل من عرفه، وسيرته العطرة ما زالت تتردد على ألسنة الأهل والأصدقاء، تُروى للأجيال لتتعلم منها معاني العز والثبات.
رحم الله محمد بن خليف الكنيعان الفايز رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.