في ظل التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، والتي تكشف مجددًا أطماع هذا الكيان في المنطقة، يبرز الأردن، قيادةً وشعبًا وجيشًا، كالسد المنيع الذي تحطمت عليه عبر العقود كل محاولات المساس بالأرض والهوية. هذه ليست مجرد مواقف سياسية آنية، بل هي امتداد لرسالة أجيال حملتها الهاشمية عبر تاريخها، مهمة تاريخية وروحانية متجذرة في الدفاع عن الحق العربي والإسلامي، وفي قلبه القدس الشريف.
الجيش العربي الأردني، الباسل بعقيدته وإرثه، يقف اليوم في أهبة الاستعداد، مستندًا إلى قيادة هاشمية حكيمة تعرف أن حماية الأرض والعرض واجب مقدس. خلف هذا الجيش صفوف من الرجال والنساء من كافة محافظات المملكة؛ من إربد وجرش وعجلون والمفرق، إلى الزرقاء والبلقاء وعمان ومادبا، مرورًا بالكرك والطفيلة ومعان والعقبة، وصولًا إلى البادية الشمالية والجنوبية والوسطى. كلهم أبناء وطن واحد، وشعب واحد، يجمعهم شرف الدفاع عن الأرض والكرامة.
هذا الوطن الذي أنجب مقاتلين خاضوا معارك الكرامة واللطرون وباب الواد، لا يحتاج لدروس في الشجاعة أو الصمود. عشائره من الشمال إلى الجنوب، من الشرق إلى الغرب، تعرفها ميادين القتال بشراستها وبأسها، وتشتاق إلى مثل هذه اللحظات التي يثبت فيها الأردني أنه حارس البوابة الشرقية للأمة، وأنه لا يساوم على حبة تراب من أرضه أو من أرض فلسطين العزيزة.
إن الأردن، بمؤسساته وشعبه، ليس مجرد دولة على الخريطة، بل هو خط الدفاع الأول عن قضايا الأمة، وجدار الصد أمام المخططات الصهيونية. وما دام في هذا الوطن جيش عقيدته النصر أو الشهادة، وقيادة تعي مسؤوليتها أمام الله والتاريخ، فإن كل تهديدات الكيان ستظل كلمات في الهواء، تتحطم على صخرة إرادة الأردنيين.