في زمن تتغير فيه المواقف بسرعة الضوء وتتشابك فيه الملفات الإقليمية والدولية حتى تكاد تعصف بأكثر الدول استقرارًا يقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بثبات القائد المتمرس، وبصيرة السياسي العارف، وعزيمة الأردني الذي ورث المجد أبًا عن جد.
منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم في السابع من شباط عام 1999، والأردن يمضي بخطى واثقة وسط منطقة مليئة بالتحديات محافظًا على واستقراره ومثبتًا حضوره على الخارطة الدولية كلاعب مؤثر وصوت مسموع.
حنكة جلالته السياسية ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة خبرة عسكرية ودبلوماسية عميقة، وإرث هاشمي ضارب في جذور التاريخ جلالته يعرف تمامًا كيف يوازن بين الثوابت الوطنية ومتطلبات المرحلة بين ضرورة حماية مصالح الأردن والحفاظ على دوره المحوري في القضايا العربية والإسلامية.
ولعل أبرز ما يميز قيادته هو ثبات الموقف تجاه القضية الفلسطينية، حيث لم يتزحزح موقف الأردن بقيادته قيد أنملة عن دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا للعالم أن السلام الحقيقي لا يقوم إلا على العدل.
على الصعيد المحلي، يدرك جلالة الملك أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في شبابه، لذلك جعل من تمكينهم أولوية وطنية. فتوجيهاته المستمرة تهدف إلى دعم المشاريع الريادية، وتوفير فرص العمل وتطوير التعليم والتدريب، لخلق جيل واعٍ وقادر على صناعة التغيير.
لم يكن الشباب بالنسبة له مجرد فئة عمرية، بل شركاء في القرار، وحملة رسالة الوطن إلى المستقبل.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والظروف الإقليمية الصعبة، أدار جلالته الملفات الداخلية بحكمة وهدوء، محافظًا على تماسك المجتمع الأردني، وموجهًا نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي بخطوات مدروسة.
وحتى في مواجهة الأزمات العالمية، مثل جائحة كورونا، أثبتت قراراته السريعة والمتوازنة أن القيادة ليست فقط في أوقات الرخاء، بل في أصعب اللحظات.
أما على الساحة الدولية، فقد رسخ الملك عبدالله الثاني صورة الأردن كمنبر للحوار والسلام، ودولة ذات صوت عقلاني في منطقة تعصف بها النزاعات.
مبادراته العالمية في مكافحة التطرف وتعزيز قيم التسامح جعلت الأردن نموذجًا يُحتذى وجعلت اسم جلالته يرتبط في أذهان القادة والشعوب بالاتزان والشجاعة في آن واحد.
إن الحديث عن جلالة الملك عبدالله الثاني هو حديث عن قائد يعرف كيف يحوّل التحديات إلى فرص وكيف يبني في كل أزمة أساسًا لانطلاقة جديدة هو القائد الذي لا يكتفي بالمراقبة بل يصنع الفارق ويؤمن أن خدمة الوطن لا تعرف المستحيل.
واليوم، يقف الأردنيون خلف قيادتهم، مؤمنين أن في رؤية الملك خارطة طريق لمستقبل أكثر إشراقًا وأن في حنكته السياسية ضمانة لأمن واستقرار الوطن وسط محيط مضطرب قيادة ملكيةوشعب وفيّ ووطن يمضي نحو المستقبل بثقة هذه هي معادلة الأردن في عهد الملك عبدالله الثاني.