في حضرةِ الثقةِ الملكيّةِ السامية، تجلّت ملامحُ الوفاء والإنجاز، حين جدّد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، ثقتهُ بمعالي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة وزيرًا للتربية والتعليم، في لحظةٍ ليست عابرة في سجلّ الوطن، بل محطةٌ مفعمةٌ بالرمزية، تختزلُ ثقة القيادة في الكفاءة، وتُكرّسُ الإيمان بمسيرة تطويرٍ تربويّة تمضي بثبات وإرادة.
وفي ذروة التحدي الوطني، صنعت وزارة التربية والتعليم إنجازًا استثنائيًا بإدارة امتحانات شهادة الثانوية العامة للعام 2025 – جيل التحديات (2007 – 2008) – جيل وُلد في ظلّ الأزمات، وكبر على وقع التحوّلات، فكان لا بدّ أن تأتي إدارة هذه الامتحانات على قدر ما تقتضيه المرحلة من دقّةٍ واحترافية ومصداقية.
لقد شكّل هذا الإنجاز التربوي ثمرةً مباركةً لجهود معالي الوزير وفريقه الوطني المتميّز، بدءًا من أصحاب العطوفة الأمناء العامين ، عطوفة الدكتور. نواف العجارمه الأمين العام للشؤون التعليمية ، وعطوفة السيدة. سحر الشخاترة الأمين العام للشؤون الإدارية والمالية ، ومرورًا بفريق إدارة الامتحانات – الذين سهروا الليالي، ودقّقوا الأرقام، وراقبوا التفاصيل بأمانة لا تعرف الكلل – وعلى رأسهم عطوفة الدكتور محمد شحادة، وعطوفة الدكتور عبد القادر الدعسان، اللذَين جسّدا قِيَمَ العمل المؤسسي في أبهى صُوره.
ولم تكن هذه الجهود معزولة عن كُلّ منتسبي وزارة التربية والتعليم، في المركز والميدان، أولئك الجنود الذين حملوا المسؤولية الوطنية فوق أكتافهم، فكانوا الميدان والظهير، والعزيمة الصادقة التي لا تذبل، مؤكّدين أن الانتماء لهذه الوزارة ليس مجرّد عمل، بل رسالة وطن، وأمانة أجيال.
وفي لوحة الإنجاز الإعلامي، برز الأداء الراقي للمؤتمر الصحفي، بقيادة الإعلامي البارع والزميل القدير الأستاذ محمود حياصات، مدير مديرية الإعلام والناطق الرسمي باسم الوزارة، الذي نقل الصورة بمهنية عالية، وصوتٍ واثقٍ، وحضورٍ يعكسُ وجها مشرقًا للوزارة، ومضمونًا يليق بحجم الإنجاز.
أما في بُعده الرقمي، فقد حمل مركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات مشعل الإبداع، بقيادة المهندس منيب طاشمان، حيث قدّم تجربة إلكترونية سلسة، دقيقة، وآمنة لعرض النتائج، ما شكّل نقطة ضوء في مسار التحوّل الرقمي الذي تسعى إليه الدولة الأردنية في مختلف قطاعاتها، لا سيما قطاع التعليم.
ولا يمكن لملحمة النجاح هذه أن تكتمل دون الوقوف بكل فخر واعتزاز أمام أجهزتنا الأمنية الباسلة، التي كانت على عهدها في تأمين مراكز الامتحانات، وتوفير بيئة آمنة ومنضبطة، فعكسوا صورة الأمن والاستقرار التي ينعم بها وطننا الحبيب، فكانوا شركاء النجاح، وحماة المسيرة.
وها هو الأردن – بقيادة ملكه، ووعي شعبه، وإخلاص مؤسساته – يثبت من جديد أن الثقة لا تُعطى عبثًا، وأن التجديد ليس تكرارًا، بل تقديرٌ للأداء، وتمكينٌ للمسيرة، وعهدٌ جديد من العمل الوطني.
هذا الإنجاز الكبير لم يكن ردًّا على شائعاتٍ تهاوت، بل كان بيانًا وطنيًا ناطقًا بحقائق العمل الجاد، ورسالةً لكل من شكّك، بأن وزارة التربية والتعليم تمضي بعزيمة الرجال، وصدق النوايا، وثقة القيادة، نحو مستقبلٍ تربويّ أكثر نضجًا، وواقعٍ تعليميّ أكثر عدالةً واحترافًا.
وختامًا، نُبارك لأبنائنا وبناتنا ممن حققوا النجاح، ونُشدّ على أيدي من لم تكتمل فرحتهم، فلكلّ مجتهدٍ موعدٌ مع الأمل، ولكلّ قلبٍ مؤمنٍ وعدٌ بالفرج، وإنّ المستقبل لا يضيعُ من سار إليه بقلبٍ صادقٍ وسعيٍ دؤوب.
وإلى كل يدٍ عملت ،وكل عقلٍ خطّط ،وكل ضميرٍ اجتهد، لكم المجد، ولكم الشكر، ولكم الدعاء.