في مسيرتي الإعلامية والوطنية، لم أكن يومًا أعمل لأجل شخوص بعينهم، ولم أربط موقفي بكرسي أو منصب أو مصلحة شخصية. إنما كان ميزاني في التعامل، ومقياسي في المواقف، هو الوفاء والإخلاص الصادق لهذا الوطن وقيادته الهاشمية التي نذرنا لها الولاء قولًا وفعلًا.
أدرك تمامًا أن الأشخاص يأتون ويذهبون، والمواقع تتبدل، أما الوطن فباقٍ ما بقيت الروح في الجسد. لذلك، فإن احترامي وتقديري لأي مسؤول أو شخصية عامة لم ينبع يومًا من تملق أو مجاملة، وإنما من قناعتي بصدق عطائه، ونقاء سريرته، ووفائه للأردن أرضًا وشعبًا وقيادة.
لا أسعى لموقع، ولا أبتغي منفعة، ولا أُحسن الوقوف في طوابير المنافع، بل أميل بفكري وقلمي وعملي إلى كل مخلص وشريف، يضع مصلحة الوطن فوق اعتباره الشخصي، ويجعل من المنصب تكليفًا لا تشريفًا. وأعلم أن الوفاء الحقيقي لا يُقاس بكثرة الكلمات المعسولة، بل بصدق الأفعال ووضوح المواقف، خصوصًا في أوقات المحن التي تُمتحن فيها المعادن.
إن علاقتي بالشخصيات الوطنية تقوم على الاحترام المتبادل، والاعتراف بالجهد المخلص، مهما اختلفت مواقعهم أو توجهاتهم، ما داموا يسيرون في خط الوفاء للوطن. أما من يظن أن الاحترام مرادف للتملق، أو أن الدعم يعني التبعية، فهو لم يدرك بعد أن الولاء الصادق لا يُشترى، وأن الكلمة الحرة لا تُؤجَّر.
هكذا أفهم العلاقة مع الناس، وهكذا أمارسها، وهكذا سأبقى: منحازًا للأردن أولًا، وواقفًا إلى جانب كل وفيٍّ لقيادته، لا أبيع موقفي، ولا أساوم على قناعاتي، ولا أضع قلمي في خدمة إلا الحق.