في حادثة أثارت موجة غضب على الصعيدين الشعبي والرسمي في فرنسا، أقدم شاب على إشعال سيجارته من "الشعلة الأبدية" الموقدة على قبر الجندي المجهول تحت قوس النصر في العاصمة باريس الأربعاء.
الواقعة، التي وثقها سائح عبر مقطع فيديو وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت الشاب وهو يتجاوز الحواجز المحيطة بالنصب التذكاري، وينحني نحو الشعلة التي ترمز لتضحيات الجنود الفرنسيين، ويشعل سيجارته بهدوء قبل أن يغادر المكان، في مشهد استفز الذاكرة الوطنية الفرنسية.
رد فعل رسمي حاسم
لم تتأخر السلطات الفرنسية في الرد، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، عن توقيف الشاب الذي اعترف بفعلته. ووصف الوزير التصرف بأنه "دنيء ومشين يمس بكرامة من ضحوا بأرواحهم من أجل فرنسا"، مؤكداً أنه "لن يُسمح بتدنيس رموز الذاكرة الوطنية بلا عقاب".
وعلى الفور، بدأت السلطات إجراءات سحب إقامة الشاب، الذي تبين أنه من أصل مغربي، تمهيداً لترحيله من الأراضي الفرنسية.
عقوبات وغضب شعبي
وبحسب القانون الفرنسي، فإن تدنيس النصب التذكارية التي تخلد ذكرى الموتى يعد جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى عام كامل وغرامة مالية كبيرة.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث اعتبرها الكثيرون "إهانة لا تُغتفر" لتاريخ فرنسا وتضحيات جنودها.
وأكدت وزيرة شؤون الذاكرة وقدامى المحاربين، باتريشيا ميراليس، على ضرورة فرض "عقوبات نموذجية" لتكون رادعاً لأي محاولة للاستهزاء بالرموز الوطنية.
ويُعد قبر الجندي المجهول، الذي أُقيم تحت قوس النصر عام 1920، من أقدس الرموز الوطنية في فرنسا، حيث يمثل تكريماً لجميع الجنود الذين سقطوا دفاعاً عن البلاد، وتظل شعلته موقدة بشكل دائم كرمز لذكراهم الخالدة.