في زمنٍ تتراجع فيه قيم الرعاية الصحية في كثير من دول العالم، ينبثق من قلب الأردن صرحٌ طبيٌّ يُعيد تعريف الطب لا كمهنة، بل كرسالة إنسانية تُمارَس على الأرض، بروح عسكرية لا تعرف التهاون، وبضمير وطني لا يعرف النوم.
مستشفى اللطرون العسكري ليس مجرد مبنى حديث بجدران بيضاء وأسرة نظيفة، بل هو حكاية وطن، وملاذ لكل من ضاقت به السبل بحثًا عن علاج أو دفء أو كلمة طيبة.
هنا يُكتب المجد بالأجهزة الطبية لا بالبندقية
من اللحظة الأولى لدخولك المستشفى، تدرك أنك أمام مؤسسة تليق بالأردني، تليق بجنديٍ مرّ من هنا، وأمٍّ سهرت، وطفلٍ يحلم بمستقبلٍ دون ألم.
العيون تبتسم، القلوب تخدم، والأطباء جنود في معركة الحياة، لا يُمسكون السلاح، بل يُمسكون بالأمل.
لا نقص في دواء، لا غياب لطبيب، لا تأخير في علاج
كل زاوية في المستشفى تشهد على أن الدولة حين تُريد أن تخدم شعبها، فإنها تستطيع.
هنا لا تُسمع صرخات الألم، بل أنفاس الارتياح.
هنا لا يُنتظر الموت، بل تُصنع الحياة.
قيادة تتابع.. وعميد طبيب يُقاتل في صمت
يدير هذا الصرح العميد الطبيب محمد أبو زيد، بروح الطبيب، وحزم العسكري، وحكمة القائد.
يعمل بصمت، لكنه يصنع فرقًا كبيرًا في حياة الآلاف.
وراءه دعم ملكي مباشر، ورؤية استراتيجية من قيادة الجيش والخدمات الطبية الملكية، تؤمن بأن المواطن يستحق الأفضل.
رئيس هيئة الأركان.. دعم لا يتوقف
ولأن المؤسسات تُبنى بقياداتها، كان لرئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي دور محوري في دعم هذا المشروع الوطني، من لحظة التأسيس وحتى الانطلاق.
رؤيته الثاقبة وحرصه الدائم على رفد المنظومة الصحية العسكرية بكل ما تحتاجه، جعلا من مستشفى اللطرون نموذجًا متكاملًا لخدمة الإنسان الأردني بكرامة واقتدار.
المستشفى الذي يخدم ثلاثة ملايين إنسان
من اللواء إلى اللواء، إلى المدينة، من قرية إلى بادية، يمتد تأثير مستشفى اللطرون ليصل إلى ما يقارب ثلاثة ملايين نسمة في جنوب العاصمة.
هل يوجد أعظم من أن يكون العلاج حقًا لا ترفًا؟
هل يوجد أجمل من أن يقال: "أنا أردني.. وأُعالج بكرامة في وطني"؟
لماذا لا يتحدث العالم عن هذا النموذج؟
فليعلم العالم أن في الأردن، في اللطرون تحديدًا، يوجد مستشفى يفخر به أي شعب.
صرح يجب أن يُدرّس، ويُقتدى به، ويُروى في مناهج الطب، والإدارة، والوطنية.
مستشفى اللطرون العسكري ليس إنجازًا عابرًا، بل هو وعدٌ تحقق، وعهدٌ على أن الوطن لا ينسى أبناءه.
ومن هنا، من هذا المكان الطاهر، نوجّه التحية لكل يدٍ امتدت لتبني، وتعالج، وتُداوي، وتخدم.
ولكل مريض خرج من أبوابه مبتسمًا، نقول:
هنا يصنع الأردن فرقًا.. وهنا ينهض العالم احترامًا.