دعتني حفيدتي "ماسة أبو عنزة" إلى نشاط ثقافي في مدرسة المطران، دون أن تفصح عن طبيعة مشاركتها، فتوقعت أن أكون ضيفًا في فعالية مدرسية اعتيادية. لكنني فوجئت أن الدعوة كانت لحضور عرض لمشروعها الذي اختارت فيه الكتابة عن شخصية عسكرية وسياسية، وكانت هذه الشخصية... "جدها".
كانت المفاجأة الأولى أنها اختارتني موضوعًا لبحثها دون أن تخبرني مسبقًا، أما المفاجأة الثانية – والأكثر وقعًا في نفسي – أنها قد استقت معلومات لم أخبرها بها يومًا، وكأنها تنبشت ذاكرة العائلة، وتواصلت مع مصادر خفية، وربما استعانت بقدرات هذا الجيل في التنقيب الرقمي والمعرفي.
والمفاجأة الثالثة – التي توجت المشهد فخرًا – أن المعلمة منحتها العلامة الكاملة، تقديرًا لأسلوبها وعمق معلوماتها وسلامة طرحها.
ما أروع هذا الجيل، جيل "التكنو" والفكر، جيل لا يقف عند حدود المعلومة الجاهزة، بل يبحث، يستقصي، ويكتب بروح الباحث الصغير الذي يُبشّر بمستقبل ناصع.