سؤال أطرحه على زعماء الغرب اوربا وامريكيا الذين صدّعوا رؤوس العالم بشعارات حماية الأطفال والنساء وذوي الإعاقة وكبار السن: كيف سيصدقكم أبناؤكم وأحفادكم؟ وما هي مبرراتكم؟ أهو حكم حماس؟ أم سلاح حماس؟ أم أنها – في حقيقتها – إبادة جماعية للشعب الفلسطيني بدأت منذ أوائل القرن الماضي لا علاقة لحماس بها؟
إن الحصانة العمياء الممنوحة لإسرائيل بلا حدود من شرف أو أخلاق، تتيح استباحة دماء غزة، وتجويعها وتعطيشها حتى تحترق بطون أطفالها، دون أن يرف لكم جفن، أو تظهر أدنى استجابة لمطالب شعوبكم. وهذا لا يدل إلا على عمل ممنهج لتفكيك القضية الفلسطينية، وسلبها من كل حقوقها، حتى في أبسط صور الدعم كالمساعدات الدولية، والاستفادة من المؤسسات الأممية، التي لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل شعوب العالم أجمع مستغلين ضعف وهوان العرب دولا وشعوبا.
لذا على المفاوضين العرب المشاركين أن يبرؤوا ذممهم أمام الله، وأمام الفلسطينيين، وأمام الشعوب العربية التي تتقطع قلوبها وتحترق أجفانها ألمًا على إخوتهم، وهم عاجزون عن مدّ يد العون لهم فيقولوا الحقيقة كما هي. وإنّ تجاهل هذا الواقع لن تكون نتائجه في صالح الأمة، ولا في صالح استقرارها، أو الحفاظ على مستقبل أبنائها وأوطانها.
ما يجري مفجع وصادم، أن تنهار القيم والأخلاق في الشرق والغرب في آنٍ واحد. والله إنها لكارثة ما بعدها كارثة... لكن غزة، بإذن الله، لن تُقهر، و"الله غالبٌ على أمره".