الأخبار والصور القادمة من غزة تنطق بما لا يمكن أن يتصوره عاقل يملك ذرة من إنسانية. فذلك التوحش المفرط من قادة العدو، وهم يتجاهلون حتى جوع أبنائهم في الأسر، لا يُفسَّر إلا بروح الانتقام العمياء، والقلق على مستقبل سياسي لمجرمي حربٍ تنتظرهم قوائم محكمة العدل الدولية، ويطاردهم ذلك الحراك الشعبي العفوي الذي يشبه الثورة البيضاء الواسع انتشارها في شوارع أوروبا وأمريكا والعديد من دول العالم.
قد يربح قادة الكيان بعض الوقت، لكنهم – وبلا أدنى شك – سيخسرون الكثير من المستقبل، وهم يحصدون كراهية الشعوب، ونقمة المتضررين من حربهم الشرسة على الأطفال والنساء ورجال الصحافة والدفاع المدني، إضافةً إلى الإنتقادات المتتابعة من الهيئات والمنظمات الإنسانية والمجتمعية التي ترى وتسمع ما تقشعر له أبدان البشر .
الأيام القادمة حبلى وسيكون لما تحمله ما يغير وجه الشرق الأوسط لا بل العالم على الأرجح .