من الكرك، المدينة التي أنجبت الأبطال وصقلت الرجال، بزغ نجم العميد الركن المهندس عاكف عودة بن هدايه الحجايا، القائد المحنك والخبير المتمرس، الذي جمع بين العسكرية والعلم، وبين القيادة والانتماء لله والوطن والجيش .
ولد الحجايا عام 1966 في بيت أردني أصيل، هو بيت الشيخ المرحوم عودة غيث بن هدايه، أحد رجالات قبيلة الحجايا وشيوخها المعروفين بالحكمة والرأي السديد. تربى العميد الحجايا على قيم الفروسية والنخوة، ونشأ في بيئة عشائرية لا تعرف إلا المجد والانتماء.
أكمل الحجايا دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس الكرك، ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية في 28 تشرين الثاني 1985، وتخرج منها بعد عامين ضابطاً في صفوف الجيش العربي، ليبدأ مسيرة عسكرية مشرفة امتدت حتى تقاعده في الأول من شباط 2017، برتبة عميد ركن.
لم يكن مجرد ضابط، بل كان نموذجاً للقائد المتفاني، حيث حصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية، وماجستير في إدارة الأعمال، ودكتوراة في الإدارة العامة، كما اجتاز 22 دورة عسكرية متقدمة، أبرزها دورة "خطر معدات الإرهاب والاستجابة" في الولايات المتحدة الأمريكية.
تنقّل العميد الحجايا بين مواقع عسكرية متعددة، من قائد فيصـل وسرية وكتيبة هندسية، إلى قائد لمجموعة الآلات الهندسية، ومساعد في مدرسة سلاح الهندسة الملكي، وشغل مناصب مختلفة في هيئة الركن في وحدات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.
خلال خدمته، حصل على عدة أوسمة عسكرية رفيعة، منها وسام الخدمة المخلصة الطويلة، ووسام الاستقلال، ووسام الاستحقاق العسكري، ووسام الكفاءة التدريبية، ووسام قوات حفظ السلام، وشارك في بعثات حفظ السلام الدولية ممثلاً للأردن في هايتي، حيث أثبت كفاءته وشجاعته ومهنيته العالية.
ورغم رتبته ومكانته العسكرية، لم يبتعد الحجايا عن مجتمعه، فكان رجل إصلاح يُشار إليه بالبنان، وشخصية عشائرية هادفة، لطالما سعى لرأب الصدع وحل النزاعات، وله بصمات في ميادين الخير والعطاء.
إن الحديث عن العميد الركن م. عاكف الحجايا، هو حديث عن شخصية وطنية متكاملة، عسكرية وفكرية واجتماعية، اجتمعت فيها مقومات القائد، وصفات الفارس، وخصال ابن العشيرة الأردني الأصيل.