الدكتور ممدوح صالح العبادي شخصية عمانية بامتياز لعب ادوارا مهمة ومتنوعة خلال رحلة عمل طويلة فقد كان نائبا ووزيرا اسبق وسياسي وطبيب ونقابي حظي بثقة زملاءه في المهنة وبجماهيرية عالية أثناء عمله كنقيب وأمين للعاصمة خلال تسعينيات القرن الماضي .
له شخصية ديناميكية لا تتوقف عن العمل والحوار ولا يتردد في ابداء رأيه في كل ما يجري على الساحتين الإقليمية و الدوليه وبالرغم من انه يحرص على ادامة علاقة تواصل مع جميع التيارات والألوان السياسية والاجتماعية الا انه يختار جلساءه بعناية ويستثمر نشاطه الاجتماعي في طرح اسئلة وابداء ملاحظات ذكية لا تخطر على البال.
لممدوح العبادي شخصية شعبية تحرص على معرفة ما يجري حوله من خلال الاشتباك والتفاعل مع الناس وتواصله الدائم مع الكتاب و الصحفيين الذين يجالسهم ويلتقيهم من وقت لاخر.
خلال الأعوام الاخيره عكف ابو صالح على كتابة مذكراته واصفا رحلة عمره وتجاربه واستنتاجاته بمستوى من الوضوح والشفافية جعل منها عملا مختلفا عن الكثير من السير الذاتية التي خصصت ليقول فيها أصحابها ما كانوا يتمنون أكثر مما عملوا فعلا. في اعتقادي ان ممدوح قد قال الكثير مما فعله و أراد أن يقول شيئا عن الظروف التي احاطت بما فعله
في الكتاب الذي نشره قبل أشهر بعنوان " السياسي الأمين" تحدث العبادي عن عمان في الخمسينيات وصور لنا مدارسها وطلبتها واحياءها واساتذتها ورحلات تنقله اليوميه بين بيت الأسرة في راس العين وبين المدارس التي كانت آخرها مدرسة رغدان في جبل الحسين حيث زامل عددا من أبناء جيله من سكان المدينة وكان نبيها متفوقا شغوفا بالمعرفة والاستكشاف ومتحمسا لاستكمال رحلة التعليم في مجال طب العيون
حيث سافر إلى تركيا وانخرط في العمل الطلابي ليؤسس لمسار عمل سياسي بقي متورطا فيه حتى يومنا هذا...
في رحلة العبادي العملية الطويلة الكثير مما يمكن الوقوف عنده فهو ابن المكان الذي يعرف كل ما فيه وواقعي براجماتي بدرجة تعادل براجماتية جون ديوي وهو قادر على التحشيد والوصول إلى مقاربات مع من يختلفون معه..
يمتاز ابو صالح عن الكثير ممن عاصروه بأنه مستمع جيد ومحاور محترف يعيد تلخيص مواقف من يعارضونه ويوضح حجم الاتفاق بينه وبين أصحاب الاراء الأخرى مظهرا لمن يعارضه التقدير وتاركا له مساحة من الوقت تكفي للعدول عن الموقف الأصلي.
العبادي شخصية عملية تهوى العمل والميدان ويحتفي بالإنجاز ويستفزه التشويش الذي قد يدفعه ليتحول إلى شخص صارم وحاد وعنيد. اليوم التقيت ممدوح وامضينا ساعتين او اكثر تحدثنا في قضايا عديدة وسألته عن رايه في الأحزاب والسبب الذي جعل شخصا كممدوح العبادي يغيب عن العمل الحزبي في الوقت الذي يتدافع نحوه أشخاص لا يؤمنون بالأحزاب ولا يعرفون أهميتها ولا اسلوب عملها.
تمتم الدكتور ممدوح في محاولة لتجاهل السؤال واخذني إلى موضوع اخر في محاولة لصرف نظري عن الاجابة المنتظرة وكأنه يقول فكك من السؤال
بالرغم من انه لم يجب على السؤال الا اني اكتفيت بابتسامة ابو صالح وتمنيت له الصحة والعافية وأدام الله عليه الصحة والعافية ومده براحة البال...