في ليلةٍ حملت عبق التاريخ ورائحة المجد، وفي قلب المدرج الروماني العريق وسط العاصمة عمّان، صدح صوت الفنان الأردني فادي رأفت، ضمن فعاليات الدورة 39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، ليعيد للمدينة نبضها، ويبعثر نغماً في أزقتها القديمة.
بصوته الدافئ وكلماته التي تمطر شوقاً، غنّى فادي من رصيده الفني الخاص، فأشعل القلوب قبل الأضواء، وسكب الحنين في مسامع الحضور، الذين تمايلوا مع أنغامه كما تتمايل السنابل على وقع الريح الطيبة.
كان الحفل أشبه بعرس وطنيّ، لا يكتفي بالموسيقى بل يحتفل بالهوية والانتماء، إذ حمل فادي صوته كراية، ورفع على المسرح علم الأغنية الأردنية الحديثة، مؤكدًا أن الفن الأصيل لا يعرف حدوداً ولا يحتاج لجواز سفر.
عَبَر فادي رأفت بصوته جدران المدرج، ولامس نجوم تموز، ليبقى الحفل علامة فارقة في مسيرته الفنية، وذكرى لا تُنسى من ليالي جرش.