جنيف – قال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ، ان ابشع ما يعيشه عالمنا اليوم ، هو ما تخلفه الصراعات والحروب من تدمير وقتل للابرياء ، وزيادة في اعداد اللاجئين والمشردين والمهجرين قسرا ، وما تمثله الصراعات من تهديد للاستقرار والسلم الدولي ، ومنها اليوم الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها ، والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزه.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها اليوم الثلاثاء ، في المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات ، الذي يعقده في جنيف الاتحاد البرلماني الدولي بالتعاون مع الأمم المتحدة ، بهدف العمل من اجل تعزيز الديمقراطية وتحقيق السلم الدولي وانهاء الصراعات ، والنهوض بالتعاون البرلماني والتعددية .
وقال الفايز بحضور السفير اكرم الحراحشه المندوب الدائم للاردن لدى الامم المتحدة والمنظمات الدوليه في سويسرا ، ان ما يجري في غزه مأساة وجريمة انسانية لا يمكن تخيلها ، وما تقوم به إسرائيل من قتل وعملية تجويع ممنهجة جريمة ضد البشرية جمعا ، مبينا ان هذه الجرائم ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي دون رادعا أخلاقيا او انسانيا او قانونيا ، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الاممية وقرارات الشرعية الدولية ، والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية ، وانه وبسبب سياستها اصبحت منطقة الشرق الأوسط تعيش واقعا مريرا ، ضحاياه الابرياء والأطفال والنساء .
واشار الفايز الى ان هناك 7,2 مليون فلسطيني ضمن حدود فلسطين التاريخية في ( اسرائيل والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزه ) مقابل 7,1 مليون اسرائيلي ، فاذا كانت اسرائيل لا تريد حل الدولتين ، فعليها كما اقترح جلالة الملك عبدالله الثاني ان تمنح فلسطيني الداخل حقوقهم السياسية كاملة ضمن دولة واحدة ، فاسرائيل لن تنعم بالسلام دون منح الفلسطينيين حقوقهم السياسية والتاريخية .
واضاف " ان السؤال المطروح ، كيف لاسرائيل ان تحكم 7,2 مليون من فلسطيني الداخل اذا لم تمنحهم حقوقهم السياسية ، هل بالقوة والقمع والتهجير ، والقتل ،هل يقبل الغرب بمبادئه وقيمه الاخلاقية هذه السياسة ، ان هذا سيجعل منها دولة " أبارتايد" (Apartheid)، دولة فصل عنصري ، مشابهة لنظام الفصل العنصري الذي طبق سابقا في جنوب افريقيا ، وهاذا ما يجب على المجتمع الدولي رفضه والتصدي له بقوة .
وطالب رئيس مجلس الاعيان البرلمانيين وكافة البرلمانات الدولية ، بالعمل من اجل وقف العدوان الاسرائيلي وتعزيز العدالة الاجتماعية ، والنهوض بالتعليم والرعاية الصحية ، وتحقيق العدالة الرقمية بين دول الشمال والجنوب ، وضمان الاستخدام الأمثل والأخلاقي لأدوات التكنولوجيا الحديثة ، لحماية خصوصية الافراد ، بالإضافة الى دعم التعددية السياسية وتعزيز التعاون ، ومواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية ، والتغير المناخي ، وعدم المساواة الاقتصادية ، ودعم التنمية المستدامة في مناطق الصراعات والنزاعات ، ومعالجة تحديات الفقر والجوع والتشرد التي تخلفها الصراعات .
وأضاف " ان البرلمانيين مطالبين ايضا ، ان يكونوا اكثر مرونة في السعي لتعزيز مناخات الاستقرار السياسي والأمني ، وحماية المؤسسات والمنظمات الدولية التي تصون وتعزز السلم العالمي ، وعليهم كذلك الدفع باتجاه التزام الجميع بقرارات الشرعية الدولية ،والهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية ، فلا يجوز الاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين ، في تطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وبين الفايز ، ان جملة الأهداف التي يسعى الاتحاد البرلماني الدولي الى تعزيزها وتكريسها ، تبرز أهمية التعاون البرلماني اكثر من أي وقت مضى ، من اجل الوصول الى السلام والعدالة والازدهار ، الذي ينشده مجتمعنا الإنساني في ظل عالم مضطرب ، وظروف دولية دقيقة تشهد تصاعدا في النزاعات والتحديات غير التقليدية ، إضافة الى التسارع المقلق للتغير المناخي ، وانتشار الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية ، وتوسع بؤر الصراعات والنزاعات الأمنية والسياسية والحروب ، وانعدام الثقة بالمؤسسات الدولية التي تنشد السلم والاستقرار والامن للجميع ، مؤكدا بذات الوقت أهمية تعاون البرلمانيين على مختلف المستويات ، الثنائية والإقليمية والقارية والدولية ، من اجل تعزيز حقوق الشعوب ، وتمكينهم من العيش بأمن واستقرار ورفاهية .
واضاف في كلمته " ان السؤال اليوم ، اين دور البرلمانات والمنظمات البرلمانية الدولية ، في العمل من اجل وقف النزاعات والحرب ، التي فشلت الأمم المتحدة في حلها ، ان التعاون البرلماني يمكنه القيام بدور اكثر فاعلية ، من اجل تعزيز السلام العالمي ، من خلال تفعيل الدبلوماسية البرلمانية ، كادأة من أدوات تحقيق السلام ، من خلال اجراء الحوارات البناءة بين الأطراف المتنازعة ، ووضع تشريعات تدعم حل النزاعات سلميا وتخفيض بؤر التوتر " .
وأشار الى أهمية ان تكون مخرجات مؤتمر البرلمان الدولي ، ملبية لطموحات الشعوب في تعزيز وبناء ثقافة السلام والتسامح ، وتعزيز القواسم الثقافية والحضارية بين الشعوب ، واحترام الأقليات وحقوقها ، والتصدي للعنصرية وخطاب الكراهية .