في الوقت الذي تُسقط فيه الطائرات مساعدات إنسانية لأطفال غزة الجوعى، يخرج علينا خليل الحية، أحد قيادات حركة "حماس"، بتصريحات لا تقل وقاحة عن قسوة الحصار، واصفًا هذه الإنزالات الجوية بـ"الهزلية"، في وقت لم نسمع فيه عن أي مبادرة منه أو من أمثاله لتخفيف الجوع أو الحصار عن المحاصرين داخل غزة.
خليل الحية، من أنت لتتحدث عن كرامة المساعدات وأنت خارج غزة، تجلس على طاولات ممتلئة، وتملأ معدتك بالطعام، بينما يموت الأطفال في الداخل من شدة الجوع؟ من أنت لتستهزئ بمشهد الأمل الذي ينتظره أهالي غزة في السماء، مع كل صندوق يسقط حاملاً ما يسدّ الرمق ويمنح الحياة؟
الأردن، بقيادته الهاشمية، حين يمدّ يد العون لغزة، يفعل ذلك من منطلق الواجب القومي والإنساني، لا من باب الاستعراض أو "الهزل"، كما تصف. هو واجب الأخ نحو أخيه، والجار نحو جاره، والإنسان نحو أخيه الإنسان.
إن تصريحاتك، يا خليل الحية، لا تُشبع جائعًا، ولا تطفئ لهب القهر في بطون الأطفال. هي مجرد ثرثرة لا تطعم خبزًا، ولا تبني وطنًا. فبينما تمارس انتقاداتك من بعيد، ثمة رجال على الأرض يغامرون بأرواحهم لإيصال الطعام والدواء.
أما آن لك أن تصمت وتفسح المجال لمن يعمل؟
أما آن لثرثرتك أن تتوقف أمام مشهد طفل يحتضر على سرير الجوع؟
أما آن لك أن تتواضع وتدرك أن المساعدات مهما كانت بسيطة، فهي حياة؟!
فمن لا يملك أن يعطي، لا يملك أن يرفض.
والحقيقة أن غزة ليست بحاجة إلى كلماتك النارية، بل إلى أفعال تُطعم الجياع وتمنح الأمل.
كفاك عبثًا بالجوع... وكفى تجييشًا فارغًا باسم الكرامة.
فالكرامة اليوم، أن لا نرى طفلًا يموت وأنت تشاهد بصمت، أو تثرثر بلا خجل.