2025-08-24 - الأحد
الباشا أبو عناب.. مسيرة وطنية تتواصل في ميادين الأمن والحماية nayrouz وزير النقل يؤكد الحرص على تذليل العقبات أمام انسياب البضائع والشاحنات مع سوريا nayrouz فصل التيار الكهربائي عن مناطق بمعان غداً nayrouz بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع nayrouz وفاة شاب أردني متأثرًا بإصابته بعد اعتداء مروّع بـ"درل" في الرقبة nayrouz رسائل الأمير المفكر... الحسن بن طلال من معان إلى عمان nayrouz وزارة العدل تنفذ 1149 عقوبة بديلة عن الحبس حتى نهاية تموز nayrouz بعد انخفاض الدولار.. إلى أين تتجه أسعار الذهب في الأيام المقبلة في مصر nayrouz "الجسر العربي" يثمن شفافية ونجاح صندوق استثمار الضمان الاجتماعي nayrouz الجمارك: إعادة هندسة الإجراءات الجمركية لجذب الاستثمارات وتسهيل التجارة nayrouz الأغذية العالمي: استبعاد 36 ألف لاجئ من المساعدات بعد عودتهم من الأردن لسوريا nayrouz النائب مصطفى العماوي يعلن ترشحه لرئاسة مجلس النواب nayrouz “سلطة العقبة” تبحث مطالب العاملين بالمنطقة الحرفية nayrouz بلدية عجلون تطلق خططًا شاملة لتأهيل المواقع السياحية nayrouz 42 شركة أردنية تشارك في معرض دمشق الدولي nayrouz بلدية عجلون تطلق خططًا شاملة لتأهيل المواقع السياحية nayrouz وزارة العدل تنفذ 1149 عقوبة بديلة عن الحبس حتى نهاية تموز nayrouz استبعاد 36 ألف لاجئ سوري من مساعدات الغذاء في الأردن nayrouz مديرية أشغال الطفيلة تنجز 10 مشروعات خدمية nayrouz الأمن العام يطلق حملة توعوية شاملة في المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد لتعزيز بيئة مدرسية آمنة...صور nayrouz
وفيات الأردن ليوم الأحد 24-8-2025 nayrouz رحيل مصطفى.. قصة شاب خطفه الموت مبكراً nayrouz العقيد الخوالدة يشارك في تشييع جثمان الوكيل محمد صالح الدبايبة...صور nayrouz رحيل الإعلامي إبراهيم شاهزاده قارئ نعي الملك الحسين nayrouz الزميل الإعلامي إبراهيم شاهزادة في ذمة الله nayrouz زياد حماده الزقيمي الجبور " ابو احمد " في ذمة الله nayrouz “محمد صالح الدبوبي " في ذمة الله nayrouz وفاة طارق سعد التل (أبو كرم) nayrouz وفاة الحاج مصطفى عقيل العساف الشويات "أبو أحمد" nayrouz وفاة حمد عناد الكيفي الحماد أبو بسام nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 23-8-2025 nayrouz وفاة الصحفي حسام الدين ابو العزائم nayrouz رحيل عاهد العطيوي.. وجع الفقد وألم الوداع nayrouz الحاج موسى عبدالله القطيفان "أبو أنور" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الجمعة 22-8-2025 nayrouz وفاة العميد الركن المتقاعد عدوان أحمد سعود العدوان. nayrouz والدة النائب السابق شادي فريج في ذمة الله nayrouz والدة النائب شادي فريج في ذمة الله nayrouz "رحيل المربي الفاضل رائد المساجد محمد الزعاترة يترك حزنًا عميقًا" nayrouz الدكتور علي صالح ابو ذراع في ذمة الله nayrouz

طارق مصاروة.. حكيم الميكروفون وصوت الوطن

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


كتب : عماد الشبار : في زمنٍ كانت الكلمة فيه تصنع الوعي، والصوت يرسم ملامح الحقيقة، ظهر طارق مصاروة كأحد الأصوات التي نضجت في ظلال الميكروفون، وسارت بثقة عبر أثير الإذاعة وصفحات الجرائد، لتكتب تاريخًا إعلاميًا حافلًا على مدى أكثر من خمسين عامًا.
لم يكن طارق مصاروة مجرد إعلامي، بل كان جزءًا من التكوين الثقافي والسياسي للأردن الحديث. صحفي وكاتب ومعلّق سياسي، تشكلت تجربته وسط التحولات الكبرى في الوطن العربي، وكانت كتاباته تفيض بالانتماء، وقراءاته للمشهد تميل إلى العمق، وتبتعد عن الانفعال.
ولد طارق سليم مصاروة في مدينة مأدبا عام 1939، حيث كانت البلاد حينها على أعتاب الدولة الحديثة، تنهض من زمن الإمارة إلى عهد الاستقلال والمؤسسات. تلقى تعليمه المدرسي في دمشق، وهو ما ترك أثرًا مبكرًا في توجهاته الفكرية، حيث انفتح على الفكر القومي العربي في بيئة ثقافية تمور بالحراك السياسي والفكري.
في دمشق، تشرّب أفكار أنطون سعادة وجمال عبد الناصر، وتأثر برواد الفكر القومي العربي، فكان أن حمل هذا الوعي معه عندما عاد إلى الأردن، وانخرط في العمل الصحفي منذ مطلع شبابه.
عام 1958، كتب طارق مصاروة أولى كلماته الصحفية في صحيفة الوطن، وهي أول صحيفة تصدر في عمّان. لكن تلك التجربة كانت قصيرة، إذ توقفت الصحيفة عن الصدور بعد أشهر قليلة، ما جعله يتحول إلى منبر آخر أكثر استقرارًا وتأثيرًا: الإذاعة الأردنية.
في 15 أيار/مايو 1959، التحق بالإذاعة، حيث بدأ محررًا ومعلقًا سياسيًا في دائرة الأخبار. هناك، تشكل صوته المهني، وراح ينسج علاقة وثيقة بين الكلمة والميكروفون، بين التحليل والخطاب السياسي المتزن. في زمن لم تكن فيه الصورة قد سيطرت بعد، كانت الإذاعة هي وسيلة الدولة والمجتمع لفهم العالم، ومصاروة كان أحد أهم من رسموا حدود هذا الفهم لدى الناس.
عام 1965، ارتقى ليصبح رئيسًا للدائرة السياسية في وزارة الإعلام، موقعٌ حساس في دولة تتشكل هويتها الإعلامية، وتخطو نحو تثبيت مكانتها السياسية عربياً.
حين قررت الدولة الأردنية إنشاء محطة تلفزيونية وطنية، تم اختيار عدد من الكفاءات للإيفاد والتدريب. كان طارق مصاروة من بين نحو 25 إعلاميًا أوفدوا عام 1966 إلى عدة دول، حيث اختير هو للتدريب في ألمانيا الغربية، فدرس فيها دبلوم برمجة تلفزيونية، واكتسب أدوات جديدة في إنتاج الصورة والخطاب البصري.
عاد إلى الأردن عام 1969، والتحق لفترة قصيرة بالتلفزيون، قبل أن يُنتدب كـملحق صحفي في ألمانيا، ليكتسب بذلك خبرة دولية في العمل الدبلوماسي الإعلامي. عاد نهاية عام 1970، وشارك في تأسيس واحدة من أبرز الصحف الأردنية: صحيفة الرأي.
مع منتصف السبعينيات، تفرّغ طارق مصاروة للإدارة والعمل الصحفي:
1975: عُيّن مديرًا للبرامج في الإذاعة الأردنية، في عودة جديدة إلى صوته الأول.
1977: أصبح مديرًا إداريًا لصحيفة الدستور.
1985: تولى منصب مدير عام صحيفة الشعب، وهي صحيفة يومية مؤثرة آنذاك.
1986: تولى إدارة شركة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي والسينمائي الأردنية، ليقود الصناعة الإعلامية من موقع القرار.
وفي هذه الفترة، أصبح طارق مصاروة ليس مجرد صحفي، بل مهندسًا إعلاميًا يصوغ الرؤية وينفذ السياسات، بحس وطني عميق، ونَفَس نقدي منضبط.
لكن طارق مصاروة لم يتخلَّ عن قلمه. بل على العكس، استقر به الحال في صحيفة الرأي، حيث كتب زاوية سياسية يومية أصبحت من أبرز أعمدة الصحافة الأردنية لعقود. بأسلوبه الهادئ، الواضح، الخالي من الزخرفة، قدّم قراءة متوازنة للشأنين المحلي والعربي.
في مقالاته، لا تشعر بالخطابة ولا بالانفعال. بل تجد موقفًا قوميًا راسخًا، نقدًا رشيدًا، واقتراحات تلمّح ولا تفرض. وكان دائمًا منحازًا للدولة الأردنية، دون أن يكون صوتًا رسميًا، بل صوتًا وطنيًا مستقلًا، يتكئ على المعرفة والتجربة.
في عام 2003، تم تعيينه عضوًا في مجلس الأعيان الأردني (المجلس العشرون)، حيث نقل خبرته الإعلامية إلى المجال التشريعي. وفي عام 2011، اختير ليشغل منصب وزير الثقافة، وهو تتويج لمسيرة طويلة من الكتابة والفكر والانتماء.
في 21 نيسان/أبريل 2019، رحل طارق مصاروة، ففقدت الساحة الإعلامية الأردنية أحد حكمائها وأعمدتها. نعاه رؤساء الوزراء، وكتب عنه الكتّاب والمثقفون، وقالوا إنه "كان مدرسة في الاتزان، وصوتًا منضبطًا في زمن الفوضى"، "من الذين جمعوا بين الرأي والمعلومة، وبين الحزم واللين".
يُعد طارق مصاروة جزءًا أصيلًا من الذاكرة الإعلامية الأردنية، لا فقط بما كتبه وقاله، بل بما أسّسه من مواقف، وبما مرّره من مفاهيم الاعتدال السياسي والانتماء الوطني.
ترك خلفه آلاف المقالات، ومئات ساعات البث، وعشرات الزملاء الذين تعلموا على يديه. بقي حاضرًا في وعي الناس من خلال أسلوبه الفريد: واضح، صريح، بلا مزاودة، ولا مجاملة، لكنه دائمًا في صف الوطن.
رحم الله طارق مصاروة… فقد غادر الصوت، لكن صداه باقٍ.
عماد الشبار.. تلك الايام