من المؤسف أن يصدر عنك هذا الكلام، والأكثر أسفًا أن تتحدث باسم الجهاد وأنت تحت سقوف الفنادق وفي برودة "الكنديشين"، بعيدًا عن لهيب الشمس الحارقة أو رطوبة البحر العالية.
عيب أن تنصب نفسك قائدًا لحماس، وأنت لم تكتوِ بنار السابع من أكتوبر، ولم تُصب بأذى كما أُصيب أبناء غزة الذين دفعوا ثمن قرارات غير محسوبة بالصلف والعناد.
عيب أن تبدأ حربًا لا تملك قدرة إخمادها، وتترك لهيبها يحرق أهل غزة، بينما تنعم بما لذ وطاب وغيرك يبحث عن كسرة خبز بين ركام أو تحت صخرة بائسة.
عيب أن تنفث سمّك على من يقدّم ويضحي لأجل غزة، وعيب وعيب وعيب أن تنتقد وأنت عاجز حتى عن إدخال رغيف خبز واحد إلى أهلها.
إن كنت سبعًا – كما تدّعي – فأدخل شاحنة واحدة من المعونات لأهلك في غزة، حينها سنصفق لك احترامًا للفعل لا للقول.
الأردن، بشعبه وقيادته ودولته، قدّم الغالي والنفيس لفلسطين، ضفةً وغزة، وسيبقى وفيًا لعهد العطاء ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
الإنزال الجوي للمعونات الأردنية هو الخير بعينه، وهو ما يعود بالنفع المباشر على أهل غزة، لا كزلات لسانك التي تحتاج إلى تقويم وتعقيم.
سيبقى الأردن هو الشقيق الصادق، واللسان الناطق دعمًا لفلسطين وصمود شعبها، حتى تنال كامل حقوقها.