حادثة صادمة أعادت تسليط الضوء على خطر خفي قد ينجم عن سلوك يومي بسيط يمارسه كثيرون دون تفكير، حيث نجا شاب بريطاني يُدعى جيرينت مولينز من تسمم دموي قاتل، بعد أن قام بفقع بثرة صغيرة على رقبته.
وذكر موقع "بيبول"، أن الأمر تحول خلال أيام إلى حالة طبية حرجة تطلبت تدخلاً جراحياً عاجلاً، للرجل البالغ 24 عاماً، حيث تحدث عن تجربته في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وفي حديثه، يقول: "كانت مجرد بثرة عادية، شعرت بعدها بتعب شديد وذهني مشوش، بعد الفحص، أرسلني الطبيب مباشرة إلى المستشفى لإجراء جراحة لتصريف خراج كبير تشكل في رقبتي".
ورغم الجراحة الأولى، استمرت العدوى بالتفاقم، ما استدعى عملية ثانية، في حين ظلّت حالته تحت المراقبة الدقيقة لعدة أيام.
تجربة قاسية
يقول مولينز إن التجربة غيّرت نظرته للأمور: "لم أكن أعرف شيئاً عن الإنتان، اكتشفت لاحقاً أنني كنت على بُعد خطوة من الموت، هذه التجربة تركت أثراً دائماً في حياتي، وندبة واضحة في عنقي".
ما هو الإنتان (Sepsis)؟
بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، يُعد الإنتان حالة طبية طارئة تهدد الحياة، ويحدث عندما يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله تجاه عدوى بسيطة، مما يؤدي إلى فشل في الأعضاء الحيوية.
وتشير بيانات المنظمة إلى أن واحداً من كل خمسة أشخاص في العالم يموت بسبب الإنتان، وأن نصف المصابين لا يتعافون بالكامل، بينما يواجه آخرون مضاعفات طويلة الأمد تشمل الإعاقة أو مشاكل في القلب والتنفس.
علامات التحذير المبكر
يركز مولينز اليوم على نشر الوعي حول علامات الإصابة بالإنتان، وأبرزها: تشوش الكلام، ورعشة شديدة أو قشعريرة، وضيق مفاجئ في التنفس، تغير لون الجلد إلى بقع داكنة أو رمادية، تسارع النبض والإحساس بالإعياء الشديد.
ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر هو العامل الحاسم بين الحياة والموت في مثل هذه الحالات.
مخاطر فقع البثور
في السياق ذاته، حذّرت طبيبة الجلد الأمريكية الشهيرة ساندرا لي، المعروفة إعلامياً بـ"Dr. Pimple Popper"، من مخاطر فقع البثور دون إجراءات تعقيم مناسبة.
وقالت للمجلة: "إذا كنت مصراً على فعل ذلك، فافعلها بأدوات معقمة، ونظّف المنطقة جيداً بالكحول، ولكن الأفضل دائماً هو تجنّب العبث بالبثور، لأنها قد تُفتح باباً لعدوى خطيرة".
في بيان سابق، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والبيانات الصحية المرتبطة بالإنتان، مشدداً على ضرورة رصد هذا المرض في الوقت المناسب لإنقاذ الأرواح، خاصة في البلدان منخفضة الموارد.