نعم، آن الأوان أن نتوقف عن المجاملات، ونكفّ عن الخجل والتعاطف مع من لا يريد بنا ولا بوطننا خيراً. آن الأوان أن نعيد إحياء غيرة الأجداد الذين بايعوا سليل الدوحة الهاشمية، حفيد النبي الهاشمي الكريم، والذين تصدّوا بشجاعة لكل من أراد شراً بالأمة والدين والوطن، وضحّوا بالغالي والنفيس دفاعاً عن هذا الحمى العربي الأشم وعرشه الهاشمي المبارك.
للأسف، بتنا نرى ونسمع في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي هجمات شرسة، تطاولاً على الأردن، قيادته، وتاريخه، بلغة لا تليق إلا بمن فقد القيم والشرف والانتماء، ألفاظ لا تمت لأخلاق الأردنيين بصلة، لا في دين ولا عرف. والمؤلم أكثر أن البعض يقف متفرجاً، بل منساقاً خلف هذه الأباطيل، مهلّلاً لها ومشاركاً في نشرها دون وعي أو إدراك لحجم الخطر الذي تُمثّله.
أيها الأردنيون الشرفاء،
إذا أردنا أن نحصي مواقف الأردن المشرّفة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حفظه الله، تجاه الأشقاء في غزة منذ السابع من أكتوبر، فلن تسعنا الصفحات. سياسياً، لم يترك جلالته ومعه سمو ولي العهد ووزير الخارجية دولة إلا وزاروها، ولا محفل دولي إلا وشاركوا فيه، حاملين صوت المظلومين والمقهورين من أبناء غزة، كاشفين جرائم الاحتلال أمام العالم، بكل حجة ودليل.
أما إنسانياً، فلا تُعدّ ولا تُحصى قوافل الإغاثة الجوية والبرية التي سيرها الأردن، غذاءً ودواءً وأملاً لأهلنا الصامدين. تدفقت المساعدات كالشريان الأبهر في الجسد الحي، وما تزال مستمرة بفضل الله، وبتوجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة، وعطاء الأردنيين الأحرار، ولا ينكرها إلا جاحد ملوث الأصل، فاقد للكرامة.
سيبقى الأردن – بإذن الله – عصيّاً على الكسر، قوياً بوحدته، شامخاً بقيادته، صلباً بمؤسساته، ومعطاءً بأهله الطيبين. ولسنا بحاجة لمن يشكرنا، فغايتنا وجه الله، وكرامتنا في نُبلنا، وواجبنا لا ننتظر عليه مقابلاً.
وسيبقى الأردنيون، كما كانوا، درعاً منيعاً لهذا الوطن، و"دعسة" على رؤوس كل حاقد وفاقد للوفاء، حتى يعود إلى جحره المسموم، خائباً مدحوراً.