في لفتة إنسانية نبيلة، أعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية قبل أيام عن إرسال أربع قوافل مساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة، بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي والمطبخ المركزي العالمي. وتهدف هذه الخطوة إلى التخفيف من حدة المجاعة التي تعصف بسكان شمال القطاع، حيث تضم القوافل ما يقارب 147 شاحنة محمّلة بالغذاء والمستلزمات الأساسية.
وتأتي هذه المبادرة الطيبة ضمن سلسلة من الجهود المتواصلة التي تبذلها القيادة الهاشمية في نصرة القضية الفلسطينية، والتي وضعتها على رأس أولوياتها، انطلاقًا من وحدة الدم والمصير، وعمق الروابط الدينية والتاريخية التي تربط الأردن بفلسطين، وفي القلب منها القدس الشريف ومقدسات الأمة الإسلامية.
إن الكلمة الطيبة والمبادرة الصادقة هما نبراس العمل الخيّر، إذ تحفّزان كل من في قلبه بذرة صلاح، وتفتحان أبواب الأمل وسط ظلام القهر والحصار. ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو اليوم إلى انطلاق مبادرة جديدة من أرض الأردن – عين فلسطين وقلبها النابض – لتوحيد الدعاء من أجل أهلنا الصامدين.
مبادرة "فجر النصر": دعاء جماعي في مساجد
ندعو قيادتنا الهاشمية الماجدة، أبناء الحسين وسليلي المجد والعروبة، إلى إطلاق مبادرة "فجر النصر"، التي تنادي بتوحيد صلاة الفجر في جميع مساجد المملكة، يرفع خلالها الدعاء من القلوب المؤمنة لنصرة غزة، وتفريج الكرب عن أهلها، ودفع البلاء عن أمتنا.
ففي زمن تنتهك فيه المقدسات، وتُخرق فيه الاتفاقيات، وتُسطّر فيه سياسات الكيان المحتل أبشع صور القمع والاعتداء على الأرض والعِرض، نحن بحاجة إلى وقفة جامعة، تعيد البوصلة إلى مسارها، وتثبت أن الأمة لم تنكسر، ولم تُخذَل.
الدعاء سلاح المؤمن.. "ادعوني أستجب لكم"
نعم، إنها مبادرة أكبر من أن تُختصر في دعاء، فهي سلاح الحق في وجه الباطل، وهي براءة من صمت العاجزين، وهي دعوة لأن يُسجّل في صفحات التاريخ أن الأمة لم تقف مكتوفة الأيدي، بل رفعت أكفّها إلى السماء، تستنصر ربها، وتستودعه أهلها، وتنتظر وعده الصادق بالنصر.
ليكن هذا النداء بداية لحملة إيمانية تمتد إلى ملياري مسلم حول العالم. فالدعاء الصادق، في لحظة صفاء وخشوع، قد يكون هو الساعة التي يُكتب فيها النصر، ويُرفع فيها الظلم، ويُستجاب فيها الدعاء.
اللهم فرّج عن أهلنا في غزة، وانصرهم، واحفظ بلاد المسلمين، وردّ كيد الظالمين، واجعل لنا من أمرنا رشدًا.