في ظل غياب أبسط مقومات السلامة العامة، يواجه سكان لواء الحسينية في محافظة معان – البادية الجنوبية خطرًا متزايدًا على حياتهم جراء افتقار الطريق الصحراوي الدولي الذي يخترق المنطقة للجسور المعلقة، والأنفاق الأرضية، والمظلات الواقية من برد الشتاء وحر الصيف.
وعلى امتداد نحو 12 كيلومترًا من الطريق الدولي داخل نطاق اللواء، تتكرر حوادث الدهس ويُعرض المواطنون، خاصة كبار السن والطلبة، لمخاطر العبور وسط كثافة مرورية عالية تضم مركبات ثقيلة وخفيفة، دون وجود بنية تحتية تحميهم أو تنظم حركتهم بأمان.
ورغم الزيارات الرسمية المتعددة التي شهدها اللواء خلال الأشهر الماضية، من بينها زيارة رئيس الديوان الملكي معالي السيد يوسف العيسوي، ووزير الداخلية معالي مازن الفراية، ودولة الدكتور جعفر حسان، إلا أن مطلب إنشاء الجسور والأنفاق لم يُدرج على جدول الخطط أو التنفيذ، رغم أهمية اللواء الاستراتيجية وموقعه الحيوي في الجنوب.
تضم المنطقة تجمعات سكانية تقارب 30 ألف نسمة، و5000 أسرة بحسب إحصاءات عام 2025، إلى جانب منشآت حيوية تشمل مدارس، مساجد، أسواق، مراكز صحية، ومرافق عامة، جميعها تتوزع بمحاذاة الطريق الدولي المزدحم، وتفتقر إلى وسائل حماية حقيقية للمواطنين.
ويناشد أبناء المجتمع المحلي الجهات المعنية بالشروع العاجل في إنشاء جسور للمشاة، وأنفاق، ومظلات واقية ضمن النقاط الحيوية على الطريق، أسوة بما تم تنفيذه في محافظات وألوية أخرى، لتأمين السلامة العامة وتقليل الحوادث.
كما يطالب الأهالي بمشاركة القطاع الخاص في تمويل هذه المشاريع، ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات العاملة في المنطقة، نظرًا لأهمية هذه الخطوات في حفظ كرامة الإنسان وتقليل المخاطر اليومية على أرواح المارة.
وقد أشار مواطنون وناشطون محليون إلى حوادث مروعة وقعت خلال الأشهر الأخيرة نتيجة غياب الجسور والأنفاق، مشددين على ضرورة إعادة بناء الجسور التي أُزيلت سابقًا بعد صيانة الطريق الدولي، والتي لم يتم تعويضها حتى الآن، مما أدى إلى تفاقم الوضع وازدياد الحوادث.
وفي ظل ازدياد الكثافة السكانية والنشاط التجاري على جانبي الطريق، تتجدد المطالب المحلية بإدراج مشاريع السلامة العامة في مخصصات الميزانية القادمة، والعمل على تنفيذها بالتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بما يحقق تطلعات أبناء اللواء ويحفظ أرواحهم.