في لحظة امتزج فيها الفخر بالتاريخ، خصّ الفريق الركن المتقاعد والسفير السابق عيد كامل الروضان "نيروز الإخبارية" بلقاء استثنائي، أعاد فيه سرد فصول مسيرته المشرفة، من خنادق القتال إلى قاعات السياسة، ومن معركة الكرامة إلى ساحات العمل الدبلوماسي.
ولد الروضان في محافظة المفرق عام 1943، وانطلق نحو المجد العسكري حين التحق بالكلية العسكرية الملكية، ليبدأ مسيرة استثنائية في صفوف الجيش العربي، تدرج خلالها في الرتب والمواقع حتى بلغ رتبة فريق ركن عام 1999. كان جنديًا في ميادين الحق، ومقاتلًا في حرب 1967، وبطلًا من أبطال معركة الكرامة، وشاهدًا على أحداث مفصلية عصفت بالوطن في سبعينيات القرن الماضي.
تلقى تدريبه العسكري في نخبة من دول العالم: الولايات المتحدة، بريطانيا، باكستان، والصين، وتولى مناصب عليا من بينها: قائد فرقة مدرعة، مدير التدريب العسكري، آمر كلية الحرب الملكية، وصولًا إلى مناصب حساسة كمساعد لرئيس هيئة الأركان لشؤون العمليات، ثم التخطيط، وأخيرًا الأمن والاستخبارات.
خارج حدود الوطن، كان صوت الأردن حاضرًا في النزاعات الدولية، حيث قاد الروضان الفريق الأردني للمصالحة في اليمن عام 1979، ثم تولى رئاسة الفريق العسكري المشترك (الأردن – عُمان – أمريكا – فرنسا) في التسعينيات. وفي عام 1995، عمل مساعدًا عسكريًا لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في يوغسلافيا السابقة، بمدينة زغرب.
وفي عام 1999، عُيّن سفيرًا للأردن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليواصل خدمة وطنه عبر بوابة السياسة، ويُسهم بفاعلية في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وختم الروضان حديثه لـ"نيروز" بكلمات حملت معنى الوفاء والانتماء، قائلًا:
"الجيش الأردني كان وسيبقى مصنع الرجال، وميادينه كانت مدرستي الأولى في الولاء، والعقيدة، والانتصار."
هو عيد الروضان... بطل كتب اسمه على جدران المجد، بالدم والوفاء.