في حضرة الوطن وتاريخه العريق، تأتي المناسبات الوطنية لتمنحنا دفعة من الاعتزاز والانتماء، ويأتي عيد ميلاد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ليكون أكثر من مجرد احتفال، بل وقفة تأمل في حاضر الأردن ومستقبله، واستذكارٌ لمسيرة قائدٍ شاب يحمل في قلبه هموم شعبه، وفي عقله رؤى التقدم والتغيير.
ولد سموه ليكون قريبًا من نبض الناس، وصوتًا للشباب، وامتدادًا لمجدٍ هاشمي لا ينكسر، مستندًا إلى إرث من الحكمة والتضحية والتاريخ النقي الذي سطرته العائلة الهاشمية منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم. فمنذ بداية ظهوره في المشهد العام، أظهر سمو الأمير الحسين وعيًا سياسيًا مبكرًا، والتزامًا وطنيًا راسخًا، وحضورًا مهيبًا يمزج بين هيبة القيادة وإنسانية التواصل.
إن شخصية سموه تمثل جيلًا جديدًا من القادة، يؤمنون بأن التنمية لا تتحقق إلا بتعظيم طاقات الإنسان، وبأن التكنولوجيا والابتكار هما أدوات المستقبل. لقد أولى سموه ملف الشباب عناية خاصة، فكان عرّاب المبادرات التي تستهدف تمكينهم معرفيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا. وما مبادراته في الريادة والتمكين إلا شاهد على رؤيته العميقة لبناء أردن منتج، عصري، ومتين من الداخل.
وعلى مستوى الخطاب السياسي، أثبت سمو ولي العهد أنه قائد مفوّه، يملك القدرة على التعبير عن مواقف الدولة الأردنية بجرأة وعمق. فقد مثّل الأردن في العديد من المحافل الدولية، وكان صوته دائمًا معبرًا عن كرامة الأردن وسيادته، مدافعًا عن القضايا الوطنية والعربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما أن سموه، في خطاباته الأخيرة، يولي أهمية قصوى لمواكبة التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، ويدعو بوضوح إلى صناعة المستقبل لا انتظاره، وهو ما ينسجم تمامًا مع تطلعات الأجيال الشابة، ويعزز من مكانة الأردن كلاعب إقليمي قادر على المنافسة في ظل التحديات العالمية.
إننا في كل عام، ومع هذه المناسبة العزيزة، نلمس كيف أن القيادة الهاشمية، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين، تسير بالأردن نحو برّ الأمان، رغم العواصف والضغوطات. هذه القيادة الحكيمة، التي لا تساوم على الثوابت، وتضع كرامة الأردنيين فوق كل اعتبار، هي ما يجعلنا نتمسك بالأمل ونمضي إلى الأمام.
في عيد ميلاد سمو الأمير، نرفع الأكفّ بالدعاء، والقلوب بالوفاء، والعقول بالإيمان بقدرة هذا الوطن على النهوض مجددًا. كل عام وسمو الأمير الحسين بخير، رمزًا للعطاء، وبذرةً للغد، وعهدًا جديدًا يُكتب على صفحات الوطن بالعزم والإخلاص.
كل عام وسمو ولي العهد سندًا للأردن، ورايةً مرفوعة في سمائه، وقائدًا نستبشر به المستقبل.