في عمل أدبي جديد يتقاطع فيه السرد مع الوثيقة، والتاريخ مع الخيال، أعلن الكاتبان محمد بني ياسين وهيا ربابعة عن إطلاق روايتهما المشتركة "من المجد إلى الهاوية"، التي تسلط الضوء على حياة حاكمين عربيين شكّلا جزءًا كبيرًا من الذاكرة السياسية للمنطقة: صدام حسين ومعمر القذافي.
الرواية، التي تُعرض تفاصيلها للمرة الأولى، تنبش في الأرشيف السياسي والشخصي لقائدي بغداد وطرابلس، وتعيد رسم ملامح تلك المرحلة الملتهبة من تاريخ الشرق الأوسط، بلغة روائية سلسة ومشحونة بالإثارة.
تبدأ أحداث الرواية عام 1986، حين كانت المنطقة تغلي تحت وطأة الحروب والتحالفات المتقلبة. يصور الكاتبان صدام حسين في ذروة سلطته، يحكم العراق بقبضة من حديد، ويبني دولة أرادها "قلعة العرب"، بينما يظهر القذافي من طرابلس بخطبه الحماسية ونظرياته التي دوّنها في "الكتاب الأخضر"، قائداً ثورياً يرى في نفسه صوت الجماهير وضمير الأمة.
"من المجد إلى الهاوية" ليست مجرد رواية عن رجلين، بل عن عصر كامل، حيث تتقاطع الزعامة الفردية مع جنون العظمة، وتذوب الأحلام الكبرى في بحر المؤامرات والدماء والصراعات.
يقول الكاتبان إن الرواية ستصدر في سلسلة من الفصول، يتناول كل منها جانبًا من التحولات الكبرى في حياة الزعيمين، من الصعود الصاروخي إلى الانهيار المدوي. وبين دفتي الرواية، سيكتشف القارئ خفايا اللقاءات، وتفاصيل الغرف المغلقة، ورسائل لم تُكشف من قبل.
رواية "من المجد إلى الهاوية" ليست فقط عودة إلى أرشيف الماضي، بل مرآة لفهم ما جرى، وكيف كانت الشعوب جزءًا من المعادلة، ضحية الحلم... أم صانعة اليقظة.