لقد أجتمع في حزيران ما لا يجتمع في غيره من شهور السنة ، فكأنما أنتفضت الأرض من جديد ، وكأن الربيع قد تجاوز شهر نيسان وأزهر في حزيران ، كيف لا وقد أجتمعت أربعة مناسبات عزيزة على قلب كل أردني يؤمن بالله - تبارك وتعالى - ويصنع التاريخ ويمجد الفكرة التي بنيت على أساسها المملكة الأردنية الهاشمية ، المستندة والمنبثقة من ثورة العرب الكبرى ، بقيادة الشريف الحسين بن علي - طيب الله ثراه - والتي نادت بالحرية والعدالة ورفض الظلم والهوان .
فكان الأردن وما زال وسيبقى عربي الوجود هاشمي الإنتماء ، تمتد راية العز في من قائد هاشمي إلى قائد هاشمي آخر والهدف واحد والقلب واحد ، والعروبة دماء تسري في العروق و القضايا المصيرية هي حكمة القيادة التي لا مثيل لها في كافة أنحاء المعمورة .
ستة وعشرون عاماً على ذكرى جلوس سيدنا على عرش المملكة الأردنية الهاشمية ، فألف مبارك لسيدنا وأبينا وقائدنا الحكيم جلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين المعظم ، وألف مبارك للشعب الأردني والعربي فبمثل أبي الحسين ترفع الرؤوس وتؤدى التحية وتزدان الدنيا وما فيها ببهيّ طلعته وعظيم شأنه.
وها نحن نلتقي اليوم في ذكرى سعيدة أخرى ، تملأنا فرحاً وسعادةً وفخراً ، إلا وهي ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد المفدى - حفظه الله - الأبن الأكبر لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم - حفظه الله ورعاه - وحفيد الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - والذي يسير بخطاه الواثقة على درب الهاشميين الأشاوس .
هذا يوم أردني بأمتياز ، تنتنسم منه وبه نفحات حزيرانية عابقة بكل ما في الأرض الأردنية من شموخ وفخار واعتزاز ، كيف لا ونحن ما زلنا نتفيأ ظلال مناسبات وطنية نقشت في نفوسنا الكثير من معاني الوفاء والولاء والإنتماء لهذا الوطن الغالي المفتدى بالمهج والأرواح، ولقيادته الهاشمية الخالدة والمظفرة .
وأننا إذ نحتفل بعيد الجلوس الملكي وذكرى ثورتنا العربية الكبرى ويوم الجيش وتباشير عيد ميلاد سمو ولي العهد المعظم لنعي تمام الأدراك أن زماناً جاد فيه الله علينا بقيادتنا الهاشمية هو زمان خصب . وأنه وبالرغم من كل التحديات والصعوبات التي تعصف بالمنطقة كلها، إلا أننا نثق بالله العلي العظيم وبقدرة قيادتنا الهاشمية الفذة ، ونعلم أننا سنخرج كما كنا دوماً رافعين رؤوسنا ، فقد تعلمنا من تاريخنا المجيد أن الحق يعلو ولا يعلى عليه ، وأن الثورة المجيدة والتي انطلقت بأقل الإمكانيات المادية وبأكبر العزائم والهمم ، لا يمكن أن تقف في وجهها أعتى العواصف.
وأننا في خضم هذه المناسبات الوطنية الميمونة والتي هي وسام شرف على صدر كل أردني واردنية وكل نشمي ونشمية ، نفاخر بأننا الأبناء الأوفياء الذين رضعنا حب الأردن وقيادته من أمهاتنا وربينا أولادنا على ما تربينا عليه من عشق للوطن والقيادة ، لتبقى الراية الأردنية ترفرف عالياً في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أبن الحسين أدام الله ملكه وحفظ ولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الساكن في سويداء قلوبنا والمحروس بأرواحنا عهداً لا نخلفه ولا نحيد عنه حتى يرث الله عز وجل الأرض وما عليها .
فهنيئاً للأردنيين بعيد مولد أميرنا المحبوب ، والذي أمتلك حكمة والده المعظم وسار على نهج أجداده الغر الميامين ، مخلصاً للوطن ومحافظاً على العهد ومؤمناً أن الهاشمي هو المؤتمن الأمين على الأمة ، وعلى كل ذرة تراب عربية .
أن مواقف صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يعلمها القاصي والداني ، فبوركت أياديه وحفظه الله ورعاه ، وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين فذاك الشبل من ذاك الاسد .
أن احتفالنا اليوم بهذه المناسبة السعيدة ، إنما يأتي لتكريس مفاهيم الولاء والمحبة والفخار بهذه العائلة الهاشمية المظفرة ، سليلة الدوحة النبوية الشريفة ، وعترة آل البيت الكرام ، ويأتي أيضاً للتأكيد على أننا في ظلال هذا الوطن الحبيب المعطاء نلتف حول القيادة الهاشمية الفذة يداً بيد لبناء مستقبل الأجيال القادمة التي ستحمل الأمانة وترفع دوماً رايات العز وتعلي البناء.
أردننا هو قلعتنا التي نحرسها بأرواحنا ، والهاشميون هم القلب الذي يضخ الدم في العروق لنبقى أحياء أحراراً أعزة،و رايتنا خفاقة وجباهنا عالية وقلوبنا عامرة بحب الوطن وقيادته الملهمة ، وفي ظل هذه المشاعر المفعمة بالغبطة والفرح والسرور ، فإنه من حقنا أن نباهي الدنيا بأسرها بنعمة القيادة الهاشمية الحكيمة ، والتي أنعم الله عزّ وجل بها علينا ،فهي ثروتنا الحقيقة وأساس قوتنا ومنعتنا.
حفظ الله الأردن الغالي المفدى وشعبه العزيز وأدام عز العائلة الهاشمية المظفرة.