قالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بـ ضرب المنشآت النووية فى إيران كان رهانًا استثنائيًا بأن يقضي على برنامج نووي أرّق رؤساء عدة مع تجنب صراع آخر طويل المدى فى الشرق الأوسط من النوع الذي طالما رفضه هو ومؤيدوه.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما سيحدث فيما بعد سيكون له تداعيات عميقة على رئاسته، فلو تم إضعاف إيران بشكل لا تستطيع معه توجيه رد قوي، فإن ترامب سيكون بذلك وجه ضربة إلى خصم بما يبعث برسالة إلى الصين وروسيا وخصوم أمريكا الآخرين حول العالم بأنه لن يتوانى عن استخدام القوة العسكرية عند الضرورة.
لكن لو لم توافق إيران على السلام بشروط ترامب، فإن الرئيس تعهد بوجود قائمة أهداف متبقية سيفتح الباب أمام صراع أعمق وربما أطول، وهذا الاحتمال يغضب بالفعل العديد من أعضاء قاعدة ترامب السياسية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن قرار ترامب ضرب إيران مثل تحولًا استثنائيًا لرئيس بنى نفوذه جزئيًا قبل عقد على رفض حرب العراق، فأدان ترامب الرئيس السابق جورج دبليو بوش بسبب الحرب، ووعد بألا يقحم الولايات المتحدة فى صراعات خارجية تودي بحياة الأمريكيين، والتي لم تحقق الكثير من المصالح الأمريكية، بحسب اعتقاده، وفى الأشهر الأخيرة، بدا ترامب مركزًا على الجهود الدبلوماسية مع طهران التي أرقت الصقور المتشددين فى ملف إيران داخل حزبه الجمهوري.
وانتهى هذا صباح الأحد بضربة قوية استخدمت أحد اقوى القنابل التقليدية فى ترسانة الولايات المتحدة ضد منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية المدفونة تحت الجبال.
وفى خطاب استمر ثلاث دقائق ألقاه ترامب فجر اليوم، الأحد، أعلن أن العملية حققت نجاحًا عسكريًا رائعًا، وقال: "لقد تم تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسة فى إيران بشكل كامل تمامًا"، ولم يقدم أى إشارة على نشر قوات على الأرض.
ووجه ترامب تهديدًا واضحًا لإيران بقول: إما أن يسود السلام أو ستكون هناك مأساة لإيران، أكبر بكثير مما شهدناه فى الأيام الثمانية الماضية، وحذر من أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التعمق أكثر فى طريق الحرب.
وقال ترامب: لا تزال هناك أهداف كثيرة، ولو لم يتحقق السلام سريعًا، سنلاحق الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة.
إلا أن واشنطن بوست تشير إلى أن عدد سكان إيران ضعف سكان العراق، ولديها حكومة أظهرت على مدار عقود قدرة على إبراز قوتها خارج حدودها، ولو ردت إيران باستهداف القوات أو المواطنين الأمريكيين، فإن الصراع قد يتصاعد سريعًا، وهو أحد الأسباب التي جعلت رؤساء أمريكا قبل ترامب مترددين فى توجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني.