برحيله المفاجئ، كتب الشاب معاذ الليمون سطورًا حزينة في ذاكرة الكرك، حين توقف قلبه الطيب عن النبض إثر نوبة قلبية حادة، تاركًا خلفه دموعًا لم تجف، وحزنًا خيم على عشيرته وأصدقائه وكل من عرفه.
معاذ، ابن عشيرة الليمون من الحمايدة، كان شابًا من خيرة شباب الكرك، يعرفه الجميع بأخلاقه الرفيعة، وهدوئه، واحترامه الكبير للكبير والصغير. لم يكن مجرد شاب عابر في الحياة، بل كان نجمًا في محيطه، يزرع البسمة، ويهوّن الهمّ، ويساعد بلا انتظار.
في ريعان الشباب، وبين أحلام لم تُكمل مسيرتها، انطفأت روحه الطاهرة، وترك فراغًا لا يملؤه شيء. أصدقاؤه الذين شاركهم الضحكات والمواقف الطيبة، اليوم لا يصدقون الخبر. ووالداه المفجوعان برحيله، يتضرعان إلى الله أن يتغمده برحمته، وأن يجعله من أهل الجنة.
لم يكن الوداع سهلًا، فمعاذ كان محبوبًا، لا يحمل في قلبه إلا السلام، ولا على لسانه إلا كلمات طيبة. مات وهو في عمر الورد، شابًا خلوقًا، رقيق القلب، يحمل الخير في كل تصرف.
الكرك تودع ابنها الذي رحل بصمت، لكنها لن تنساه، فمثله لا يُنسى. وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة مدينته، في دعوات من عرفوه، وفي كل قلب حزن لفقده.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمك الله يا معاذ، وجعل الجنة مأواك، وألهم ذويك وأحبابك الصبر والسلوان.