في أحد بيوت الكرم الأصيل، حيث تفوح رائحة القهوة العربية وتُنسج التفاصيل بعفوية البادية، يبرز الطفل قمعان محمود الزبن مثالًا حيًّا على التربية الرفيعة والأصالة التي تُزرع في الصغار منذ نعومة أظفارهم.
رغم صغر سنه، يخطف قمعان الأنظار بسلوكه المتّزن وطريقته في الترحيب التي لا تختلف عن كبار الرجال. فبابتسامة صادقة ولهجة دافئة، يستقبلك هذا الطفل عند عتبة البيت وكأنك أحد رجالات القبيلة، يقدّم لك فنجان القهوة بكل احترام ويقول بثقة الكبار: "أهلاً وسهلاً بالخال العزيز أبو سند."
مشهدٌ بسيط لكنه عميق الدلالة، يعكس صورة من صور المجتمع الأردني الأصيل، الذي يغرس في أبنائه قيم الكرم والاحترام منذ الصغر. فقمعان، رغم أنه لا يزال في بدايات عمره، إلا أن حضوره وتصرفاته توحي بأننا أمام رجل صغير يحمل على كتفيه إرثًا من الرجولة والهيبة.
هو ليس مجرد طفل، بل رمز لجيلٍ لا تزال جذوره ضاربة في الأرض، تربّى على صوت "أهلاً وسهلاً"، ورائحة القهوة السادة، ومقامات الكبار.
قمعان محمود الزبن... حكاية كرم تبدأ بفنجان وتنتهي بمحبة لا تُنسى.