أنا أخوكم صهيب، شاب طموح منذ نعومة أظافري، أحلم أن أكون طاقة إيجابية وقائدًا يُحدث فرقًا في هذا العالم. لم يكن طموحي وليد اللحظة، بل وُلد وأنا طفل أقف أمام جدتي – رحمها الله – أقدّم فقرات تمثيلية وبرامج، أعيش الحلم على طريقتي، وأرسم خطوات المستقبل ببراءة الطفولة وإصرار الرجال.
كبرتُ وأنا أوازن بين العمل والدراسة والالتزام العائلي، إذ كنت الأخ الأكبر، أعمل لأعيل نفسي دون أن أثقل كاهل والدي، وكنت دائمًا أرفض أن يُقال عني غير "مكافح". تخرجت من كلية القدس بتخصص "علاقات عامة وإعلام" بتقدير ممتاز، ثم حصلت على منحة من الأمم المتحدة في مجالي الكوافير والتجميل، لأبدأ بعدها مشواري العملي في أحد صالونات الحلاقة.
كانت سنة 2018 نقطة مفصلية في حياتي، إذ تم قبولي في الأمن العام للعمل كحلاق وإذاعي في أمن FM، وكانت الفرحة لا توصف، إلا أن خمس أيام فقط قبل بدء الدوام، كنت أتوضأ لصلاة الجمعة، فتعرضت لإصابة مأساوية كسرت ساقي وتفتت العظم بالكامل. ما علمته لاحقًا أن تحت كرسي الحلاقة الذي كنت أعمل عليه، تم العثور على "حجاب سحر"، والضرر كان عظيمًا.
أُدخلت المستشفى، تعرضت لخطأ طبي تسبب بجلطتين – واحدة في رجلي والأخرى في شعيرات الرئة – وأصبحت على كرسي متحرك، لتبدأ رحلة مؤلمة مع الألم والعجز، ومع حالة من التراجع النفسي الشديد.
في لحظة ظلام تام، كانت يد النور تمتد إليّ عبر د. هناء الشلول، الشخصية البرلمانية التي لم تنجح في الانتخابات لكنها ربحت قلوب الشباب، اتصلت بي ودعتني لأكون جزءًا من "استوديو صوت الشباب الإعلامي"، وقالت لي: "أنت تستطيع". ومن هنا، بدأت أستعيد نفسي.
قدّمت أول برامجي "حكي واتس"، ثم "سوالف ع الماشي"، و"مقهى شبابي"، وعدت أتحرك على الأرض رغم أن خالتي الراحلة رافضة البطاينة كانت تُخفي عني ألمها مع مرض السرطان كي لا أنهار. وبعد وفاتها، قطعت وعدًا أن أكمل الطريق، وأن أكون كما أرادت لي: قويًا.
أسست هيئة إعلامية في لواء بني كنانة، وكتبت مسلسل "سنابل القمح"، كما كنت مسؤول اللجنة الإعلامية في حزب الميثاق الوطني. وابتكرت شخصية "جدو أبو خالد" الكوميدية، التي رسمت الابتسامة على وجوه الناس، في الوقت الذي كنت أنا بأمسّ الحاجة لها.
وفي لحظة وفاء، أطلقنا فكرة مجلس شباب الأردن تحت مظلة "استوديو صوت الشباب"، ليكون منبرًا للشباب، ويدًا تحمل الرسالة.
لن أنسى كل من وقف معي:
الدكتورة حنين عبيدات،
الدكتورة سناء العبابنة،
الدكتور عمر الحوراني،
المهندسة سارة الزعبي،
الإعلامية شوق اللوزي،
الدكتورة منال الطيطي،
الفخمة فاطمة الصمادي،
الدكتور بهاء المومني... وغيرهم من أصحاب القلوب النقية.
رسالتي اليوم أن لا شيء مستحيل، وأن من رحم الألم يولد النجاح، وأن الطموح لا يُهزم إذا رافقه الإيمان والصبر.
أنا صهيب المحافظة... ما زلت هنا، وما زلت أؤمن أن القادم أجمل بإذن الله.