اليوم، وأنا أكتب هذه الكلمات، يغمرني شعورٌ بالفخر والامتنان.. فبعد أكثر من عقدين من النضال والمطالبة بحقوق مرضى السرطان، ها هي المملكة الأردنية الهاشمية تحقق إنجازاً تاريخياً يضع كرامة المريض وحقه في العلاج نصب أعيننا جميعاً.
رحلة كفاح تتوج بالنجاح
لطالما كان ملف علاج مرضى السرطان من أكثر الملفات إلحاحاً في الأردن.. سنوات من الانتظار، ومناشدات الأسر، وجهود العاملين في القطاع الصحي، وأبحاث الخبراء، كلها اجتمعت أخيراً في اتفاقية وطنية غير مسبوقة بين الحكومة الأردنية ومؤسسة الحسين للسرطان.
هذه الاتفاقية ليست مجرد وثيقة تُوقع؛ بل هي أمل لملايين المرضى الذين عانوا من صعوبة الحصول على علاج متكامل، واعتراف بحق كل مواطن في رعاية صحية عادلة، أيضا تكريم لجهود كل من نادى بهذا الحل على مدار 20 عاماً.
لماذا هذه الاتفاقية مختلفة؟
لأنها لم تكتفِ بمعالجة الأعراض، بل قدمت حلاً جذرياً يشمل:
-شمولية التغطية لأكثر من 4.1 مليون مواطن.
-توحيد البروتوكولات العلاجية لضمان الجودة في كل المستشفيات.
-تمكين الكوادر الطبية عبر التدريب المستمر.
-الوصول العادل للخدمات في جميع محافظات المملكة.
قلوب ممتنة
لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر:
-إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وفريقه، لالتزامهم بتحويل هذا الحلم إلى واقع.
-إلى مؤسسة الحسين للسرطان، وخاصة الدكتورة نسرين قطاميش، على جهودهم التي لا تعرف الكلل.
-إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال، راعية هذا المشروع الإنساني.
-إلى كل طبيب، ممرض، باحث، وناشط ساهم ولو بكلمة في هذه المسيرة.
السرطان لن يهزمنا
هذه الاتفاقية تثبت أن الإرادة السياسية والشراكة المجتمعية قادرتان على صنع المعجزات.. نعم، الطريق ما زال طويلاً، لكن اليوم نحتفل بخطوة تاريخية تجعل الأردن نموذجاً يُحتذى به في مكافحة السرطان.